أصابني الغثيان حقاً وأنا أتابع وبأسف شديد الهجوم الكاسح الذي شنه نواب برلمانيون على وزارة الثقافة والاعلام مستصحبين هجوماً آخر اكثر عنفاً على الهيئة القومية للاذاعة السودانية وتلفزيون السودان. ودعا البرلمانيون المحترمون بمراجعة الأداء في برامج الإذاعة والتلفزيون وقد وصفوا هذا الأداء بأنه يركز وبصورة مبالغ فيها على البرامج الترفيهية، ليس هذا فحسب وانما لحق طرف السوط وكالة السودان للأنباء وقد وصفوها بأنها أصيبت بالشيخوخة.. وفي محيط هذا الهجوم الكاسح لحق ايضاً طرف السوط اخونا وصديقنا العزيز الجنرال مصطفى تيراب وزير الدولة بوزارة الثقافة والاعلام حيث دعوا الى مراجعة الأداء الثقافي في البلاد ثم أعادوا كرة الهجوم على الوزارة نفسها حيث أوضحوا ان عقد قناة النيلين الرياضية الذي تم يحتوي على شروط مجحفة الي درجة الشك فيها ومن هذه الشروط- أن الشركة قد وقعت الاتفاق مع الجهة السودانية، ولها الحق في أخذ معداتها كاملة من القناة الرياضية بعد إنتهاء العقد ثم انتقد النواب البرلمانيون غياب القرض الصيني لتلفزيون السودان عن بيان وزير الثقافة والاعلام الدكتور أحمد بلال الذي قدمه في البرلمان والسيد الوزير الدكتور أحمد بلال هو الناطق الرسمي باسم الحكومة وكان قد إنتهج منهاجاً مغايراً عن الذين سبقوه في هذا المنصب الذي تكتنفه درجة عالية من الحساسية ! خاصة وأن الرجل يتمتع بنظافة اليد واللسان، فكانت ولا زالت تصريحاته وبياناته تتسم بالوضوح والشفافية والصدقية الوارفة، كما يتمتع بحس سياسي عالٍ وهدوء أنيق يتماثل مع أناقة مظهره .. وهذه الأناقة ربما لا يعول عليها أهل السودان كثيرا،ً ولكن معظم الدول المتقدمة والمتحضرة تعول على مظهر وزير الاعلام في بلادهم حيث انه يمثل واجه للرقي والتحضر في بلده، وهو بحكم المنصب يكون حضوره عالياً في الفضائيات ووسائط الاعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية، بالاضافة الى المولود الجديد (الاعلام الالكتروني) و(المواقع الإسفيرية) أقول هذا ولست مبالغاً في قولي حيث أنني إلتقيت بالسيد الوزير الدكتور أحمد بلال ضمن أعضاء اللجنة القومية للإحتفال بالذكرى الخامسة لرحيل الشاعر الكبير عبد الله الكاظم وكنا في معية الجنرال مصطفى تيراب وزير الدولة بالوزارة و(مصطفى) .. هكذا ودون القاب يحسسك بالمقاربة والإلفة، وتحطيم الحواجز، ومن ثم يدفعك دفعاً لمناداته ب مصطفى) وبس.. أعود الي الدكتور أحمد بلال وزير الثقافة والاعلام المفترى عليه والذي إنتقدوه دون وجه حق !! والاولى بهذا النقد هو وزير المالية الذي يقبض يده، ويعمل فعلاً على تحجيم ميزانية الوزارة !! وبذلك يصبح وزير الثقافة والاعلام عرضةً للإحباط والطموحات المؤجلة الي حين السداد من وزارة المالية، وعلى سبيل ذكر وزارة الاعلام- دعوني (اتونس) معكم قليلاً حول هذه الوزارة، وأشهر من تولاها على الصعيد العالمي والوطن العربي والسوداني ولعل أشهرهم عالمياً (جوبلز) وزير إعلام الفوهرر هتلر الزعيم الألماني الشرس الذي إنتحر بعد هزيمته من قوات الحلفاء وناس (عبدو) قاعدين لي شنو مابعرفو ولعل أشهر وزراء الإعلام العرب هو (الصحاف) وزير اعلام الزعيم العراقي الراحل الشهيد صدام حسين طيب الله ثراه وكان الوزير (الصحاف) قد إشتهر بوصف الامريكان الغزاة ب (العلوج) وهنا في السودان كان الوزير الأشهر في أول حكومة وطنية بعد الاستقلال هو الأستاذ الراحل (أبوحسبو) وفي حكومة عبود كان طلعت فريد هو وزير الاعلام الأشهر، وكان له فضل تأسيس تلفزيون السودان بواسطة شركة المانية، وفي حكومة نميري كان وزير الاعلام الأشهر هو عمر الحاج موسى صاحب الخطبة البليغة التي أسر لي صديقي الشاعر الراحل سيد أحمد الحردلو بأنه كاتب هذه الخطبة وكان الوزير (عمر) قد رحل عن دنيانا في نفس اليوم الذي ألقى فيه هذه الخطبة البليغة وبعده جاء الأستاذ سابقاً البروفيسور حالياً على شمو وكان وزيراً متميزاً ولعل سبب تميزه يعود إلي أنه بدأ حياته العملية داخل حوش الاذاعة والتلفزيون، وقد قدم إليه من اذاعة (ركن السودان) من القاهرة وخلفه في المنصب شبيهه الأستاذ الراحل محمد خوجلي صالحين الذي إفترى عليه المتزحلقون حيث قالوا: إن صالحين قد أخطأ مرةً في نطق اسمه فنطقه (محمد صالح خوجلين).. معقول ياجماعة الخير .. في واحد يغلط في إسمه. ولعل أصغر وزير سوداني تولى هذا المنصب هو الدكتور إسماعيل الحاج موسى وهو بحق ملك مهرجانات الثقافة بلا منازع وعلى يديه ظهر الكثير من الفنانين والمبدعين الذين يملاؤون الساحة الفنية والإبداعية الآن. الإنحناءه والتحية للأخوين عمر وإسماعيل اللذين يمتد نسبهما الي الشيخ إسماعيل الولي والله أعلم. الانقاذ أتت بعددٍ من وزراء الاعلام ولكن أشهرهم صديقى الجنرال سليمان محمد سليمان رئيس لجنة الاعلام بمجلس قيادة الثورة أيام كانت (الثورة في بواكيرها). عفواً سادتي لهذا الاستطراد في ذكر من تولوا منصب وزير الاعلام عالمياً وعربياً وسودانياً.. ولكن أين لي وأنا في حضرة قامة شاهقة كأبطال الأولمب هو الدكتور أحمد بلال وزير الثقافة والاعلام الحالي، الذي لحقه طرف السوط من الاخوة البرلمانيين الذين نحترمهم بكل تقدير لأنهم نوابنا.. نواب الأمة ولكن النقد (الفظيع) الذي وجهوه إلي الدكتور أحمد بلال وزير الثقافة والاعلام لم يكن في محله فالرجل يعمل ويعمل وهو آخر المغادرين لوزارته عند مغيب شمس كل يوم، وأنني لا أنس قولته في إجتماعنا معه كلجنة قومية للاحتفال بالذكرى الخامسة لرحيل الشاعر الكبير عبدالله الكاظم حيث قال: إننا رغم كل شيء وأي شيء نكرم مبدعينا ومنهم الشاعر عبدالله الكاظم الذي تحدد موعد الحفل الجماهيري الكبير الذي سيقام لاحقاً على شرف ذكراه ولكن الوزير قال (حقوا ياجماعة مانحتفل الا بعد تحرير أبو كرشولا) وبما أنه ناطق رسمي باسم الحكومة فمعنى ذلك ان (أبوكرشولا) سيتم تحريرها قبل هذا الموعد وهذا التحرير قد تأخر حتى الآن لأن مايسمى بالجبهة الثورية قد اتخذت من مواطني أبو كرشولا دروعاً بشرية يتدرعون بهم ، ولكن وبإذن الله سوف يتم تحرير أبوكرشولا بواسطة قواتنا المسلحة الباسلة التي كانت قد صدت مؤخراً هجوم المخربين والقتله المأجورين عن أم برمبيطة والله أكبر ياوطني ياوطن النجوم.