-المحطة الاولى:- خلافات متفجرة حول اختيار الفنان الذى سيمثل السودان فى مهرجان الأغنيه العربية حيث تم اختيار الفنان محمد حسن الخضر بواسطة لجنة الإذاعة، وأعقب ذلك تضارب واضح بالإعلان عن اختيار الفنان عاصم البنا من قبل التلفزيون، وضاعت الحقيقة ما بين مبررات الاذاعة الفطيره وادعاءات التلفزيون فى أحقيتة بتحديد المشارك لهذا العام، لتثبت أجهزتنا الإعلاميه عشوائية عملها وغياب المؤسسية فيها والتنسيق بينها، وهذا أمر متوقع فى ظل وجود هؤلاء (الديناصورات) على رأس هذه المؤسسات، حيث لا يوجد من يحاسب أو يعلن الحقيقة للملأ حتى نرتاح من هذه الضجّة المفتعلة. سنكرر ما قلناه للفنان محمد حسن الخضر فى منتدى صحيفة (الوطن) قبل أيام بأن الإذاعة السودانية ما لم تعتذر له ببيان واضح وصريح تعلن من خلاله الخطأ الذى ارتكبته وهي تعلن للفنانين بأن يقدموا أعمالهم من أجل المشاركة فى المهرجان، رغم أنها لا تملك حق الاختيار، فإن عليه مقاضاتها من أجل تثبيت حق خاص باحترام الفنانين بشكل عام ولضمان عدم تكرار هذا الأمر مستقبلاً وليس من أجل تعويض مادى أو غيرها من الأمور، لأن المشكلة لا تكمن فى الخسائر التى تكبّدها فى تسجيل العمل وغيرها من التفاصيل، ولكن تبقى فى اللامبالاه التى تتعامل بها هذه الأجهزه مع قبيلة الفنانين ، وهو ما يجب حسمه بتصعيد الأمر للقضاء. عموماً أكثر ما يحيرنى فى هذه القضية هو الصمت المطبق الذى يمارسه اتحاد الفنانين وهم يتابعون أحد منسوبيهم وهو يتعرض لهذا الضرر مع العلم بأن الاعلان عن هذا المهرجان وتسليم الأعمال تم وضعه فى (البورد) الرئيسى للاتحاد وطالعه معظم الذين يرتادونه، والأدهى من ذلك أنّ إدارة التلفزيون تدّعى أنها أعلنت أيضاً عن ذات المهرجان من خلال الاتحاد، ومع ذلك لم يخرج علينا أحد من قيادات الاتحاد لينصف الفنان محمد حسن أو يفند ادعاءات التلفزيون. قيادات اتحاد الفنانين لا تدافع عن منسوبيها ولو حتى من خلال بيان توضيحى،ويصمت مجلس ادارته والإذاعة تعلن عبر لوحاته عن مشاركة فى مهرجان لا تملك الحق فى اختيار المشاركين فيه، ونحن نعذرهم فهم مشغولون بالتصريحات الصحفية عن المطربة المخمورة والفنان الذى قبض عليه، والذين يرتدون السلاسل وغيرها من السخافات والترهات التى يحاولون بها اظهار بطولاتهم ووجودهم فى الساحة الفنية. -المحطة الثانية:-ضحكت وأنا اتابع جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وهم يقودون حملةً للقضاء على الفن المصرى بمختلف أشكاله، وهم يتحدثون هذه الأيام عن الفن والفنانين ويستخدمون مصطلح الفن (الهابط) و(المبتذل) وغيرها من المصطلحات المعروفة، وعدت بالذاكرة إلى الوراء وتذكرت بداية انتشار هذه المصطلحات والمفاهيم فى السودان فى زمن سابق واستمرارها بمساعدة مجموعة من الأبواق المنفوخة والأصوات العالية، والتى تردّدها بشكل أقرب ما يكون إلى (الببغاوات) منه إلى البشر. هنالك عدد من الصحفيين والنقاد السودانيين فلقوا رؤوسنا لسنوات بالأحاديث عن مايسمى بالغناء الهابط ظناً منهم أن هذا قد يغير من عقليات أهل السودان الذين يحبّون الفن ويتعاطون معه بمختلف أشكاله وأنواعه وأنماطه، وعليه فإننى أقترح على الإخوان المسلمين فى مصر الاستعانة بهم وانتدابهم لاستغلالهم فى حملة محاربة الفن المصرى بما يملكونه من خبرة وأرشيف مقدّر لهذه الأفكار والمصطلحات. بالله عليكم وهل يوجد هنالك هبوط فكري أكثر من تضييع الوقت في الحديث عن ما يسمى بالفن الهابط الذي لا يجد له الناس تعريفاً محدداً أو معياراً يمكن القياس عليه في زمن يتطور فيه العرب من حولنا ويغزون العالم بأُغنياتهم وثقافتهم، ونحن نتفرج عليهم!! صدقونى الهبوط هبوط الأفكار والأخلاق، وليس الأغنيات التي تنتهي مع مرور الايام وتذوب مثل الثلج تحت شمسنا الحارقة. -المحطة الثالثة:- تمر علينا هذه الأيام ذكرى وفاة الحبيب الفنان نادر خضر، والذي اختطفتة يد المنون من بين أيدينا في حادث مشؤوم قبل عام، وخلّف لنا جرحاً لا يندمل، وشوقاً لا يهدأ، وذكريات جميلة ستبقى زادنا في كل حين. الحبيب (حبيبو) لم يكن مجرد فنان عادي أو صديق يمر على حياتك مرور الكرام، فهو إنسان استثنائى في كل شيء، وكان وسيظل صاحب بصمة واضحة ووفاء نادر ولهذا فإننا نفتقده بشده رغم إيماننا بالقضاء والقدر وبأنّ الموت حق علينا جميعاً. لن ننساك يا حبيبو ودعواتنا لك بالرحمة والمغفرة لن تتوقف، وذكراك الطيبة ستبقى فينا ما حيينا، وكن واثقاً بأن أحباءك وأصدقاءك وجمهورك الوفي سيظلّ على العهد دوماً وسيظل اسمك خالداً بين أهل هذا البلد العظيم. -المحطة الرابعه:- عندما كنا صغاراً قرأنا قصةً عن جزاء (سمنار) ولم نكن نعتقد بأن هنالك جزاء يمكن أن يفوق قرار ذاك الملك بقتل المهندس الذى بنى له قصراً جميلاً فألقى به من أعلاه ليضمن بألّا يقوم ذاك الموهوب ببناء قصر أجمل لملك آخر، ولكن أثبتت الأيام بأن هنالك الكثير من القرارات التي يمكن أن تفوق قرار ذلك الملك ونحن نشاهد الدكتور جعفر بن عوف يتعرض لسيناريو أشدّ إيلاماً وحزناً. الدكتور ابن عوف، الذى يعتبر أحد إهرامات الطب فى السودان والذي قدم عصارة شبابه وخبرته لإنقاذ ملايين أطفال بلادنا، لم يجد من أهل الصحة سوى جزاءٍ أقسى بكثير من (سمنار) صاحب القصة الشهيرة، ونحن حقيقةً لا نملك سوى الشعور بالأسف على بلد يسمح للمسؤولين النافذين بقتل أبنائه بدم بارد ودون أن يرتدّ لهم جفن. ماقدمه الدكتور جعفر بن عوف سيظل أكثر مما قدمه ويقدمه كل المسؤولين عن الصحة في بلادنا من أكبرهم إلى أصغرهم، وهذه حقيقة لن يحجبها ظلم أو سيناريوهات مفضوحة من أجل تلويث سمعة هذا الرجل العظيم. إننى أدعو وزارة التعليم إلى إضافة قصة الدكتور جعفر بن عوف لمقررات المدارس لتحلّ محل قصة «جزاء سمنار» لأن مافعله المسؤولون بالرجل يفوق ما قام به ذلك الملك الظالم بكثير. -المحطة الأخيرة:- حقّك على، لو مره خاطر جاني فيك، إنك بعيد ماحاسي بى، حقّك علي، لو يوم نسيت عهدي المعاك، سطرتو ريد قدمتو لي، حقّك علي، ياجاي في الزمن الضلام، شاقي المحال،شايل جواك، أحلامي ضي،حقك علي