شهد إستاد الشهداء للناشئين بأمبدة مساء الثلاثاء الندوة السياسية الكبرى حول الوضع السياسي الراهن التي أقامها المؤتمر الوطني ولاية الخرطوم، حيث ضاقت جنبات الإستاد بالحشود الجماهيرية الكبيرة التي جاءت من محليات أم درمان وأمبدة وكرري لاستقبال نائب رئيس الجمهورية الدكتور الحاج آدم يوسف ومساعد رئيس الجمهورية العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي وعدد من القيادات السياسية والتشريعية. وتأتي هذه الندوة في إطار الاستنفار والتعبئة العامة التي انتظمت كافة ولايات السودان لدعم ومساندة القوات المسلحة التي تقاتل المتمردين والجبهة الثورية من كل الجهات، وتحقيق النصر ضد الأعداء والمارقين والخونة والمرتزقين فضلاً عن توعية المواطنين بالمخاطر التي تحاك ضد الوطن والنيل من سيادته وطمس هويته، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود وتوحيد الصف الوطني لمواجهة كافة أشكال التحديات والمؤامرات التي تجابه البلاد خلال الفترة القادمة والعمل سوياً من أجل إحلال السلام وتحقيق التنمية والاستقرار في كافة ربوع السودان. هاجم الدكتور الحاج آدم يوسف نائب الرئيس حاملي السلاح والجبهة الثورية بشدة ووصف قياداتها بالخونة والعملاء والمأجورين الذين ينفذون المخططات الأجنبية والإسرائيلية التي تسعى إلى تفتيت السودان وتقسيمه، وقطع بأن قيادات الجبهة الثورية يتمسحون في مطالبهم بتحقيق العدالة وقسمة الثروة والسلطة ولكنهم ينفذون مخططات إسرائيلية وأجندة تهدف إلى سلب هوية الشعب وإمكاناته وموارده وقال لكن نقول لهم هيهات، وأضاف أننا ماضون في الطريق ولم نستسلم في مواجهة الجبهة الثورية بالبندقية وبالقوة حتى يرغموا للنزول للسلاح، وقطع آدم بأن دولة السودان لن تهدد ب(10) آلاف عربة للمتمردين ناهيك عن (100) عربة، وعدّ من يستجيبون ويمشون وراء الإشاعات والأكاذيب هم أنفسهم طابور خامس، وتعهد بعدم التفريط في أي جزء من البلاد بعد انفصال الجنوب الذي قال وافقنا عليه حقناً للدماء ولكن اليوم لن نفرط في شبر واحد من السودان، وكشف آدم عن تقدم القوات المسلحة في جميع المحاور وأنها عازمة على الإيفاء بوعدها أن تحرر كل الوطن من المارقين والحاقدين وأصحاب الأجندات الأجنبية، وقال ما دام القوات المسلحة تمضي في الطريق والشعب السوداني يقف وراءها نقول للأعداء تباً لكم إننا سننتصر عليكم مهما طالت الجولات بيننا وبينكم، وأضاف يكفي أن قواتنا المسلحة هي القوات من بين ثلاث قوات في العالم الأفريقي بأجمعه لم تنكسر منذ إنشائها ولن تنكسر، بل سينكسر جميع الأعداء، وقال آدم إنا نبيح الحرية للجميع وكل من يعبر عن دعمه للقوات المسلحة له أن يعبر بذلك دعماً للقوات المسلحة، أما من يريد أن يعبر عن دعمه للقوات المتمردة فلا وألف لا أن ينظم ندوة سواء كان ذلك داخل الجامعات أو خارجها يحرم عليه تنظيم ندوة ليدعم بها قوات التمرد، مشيداً بدعم ومساندة الشعب السوداني للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى من أجل دحر التمرد والقضاء عليه في جيوبه المختلفة، وأكد آدم أن رئاسة ياسر عرمان لوفد الحركة الشعبية «قطاع الشمال» في المفاوضات بأديس أبابا كان مخططاً للهجوم على أم روابة وأبوكرشولا، مشيراً إلى أن عرمان لا يمثل إلا نفسه ولا علاقة له بالنيل الأزرق وجنوب كردفان، داعياً حاملي السلاح إلى وضع السلاح فوراً وأن ينضموا إلى مسيرة السلام والجلوس معاً من أجل الاتفاق على الدستور الذي يحكم البلاد خلال المرحلة القادمة، مؤكداً مضيهم في وضع الدستور رغم الأصوات «الخائرة» التي تطالب بإيقاف الحرب، مطالباً تلك الأصوات بحث حملة السلاح على وضعه بدلاً عن مطالبة الحكومة بإيقاف الحرب، وأكد آدم أن مقاطعة الغرب ما زادت أهل السودان إلا قوة، وقال سوف نمضي في هذا الطريق رغم التحديات والإبتلاءات وتحقيق الأهداف التي من أجلها قامت ثورة الإنقاذ الوطني. ومن جانبه أكد العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي مساعد رئيس الجمهورية ندوة القوات المسلحة على رد أي عدوان، وقطع بأنها لن تسمح بالمساس بأمن الوطن والمواطنين باعتبار أن ذلك خطاً أحمر، داعياً حملة السلاح إلى الجنوح للسلم وتجنيب البلاد سفك الدماء، وقال إن الحل في الحوار السلمي، واعترف بأن هناك مطالب مشروعة للمواطنين في الولايات الأقل نمواً، وأضاف لكن المطالب لا تنفذ عبر الحروب، مشيراً إلى أن الحكومة عازمة على استرداد أي شبر من السودان، مؤكداً أن الحوار حول القضايا الوطنية لم يؤتِ أكله بعد لكنه حقق نتائج متقدمة، ودعا المهدي الشباب للانخراط في صفوف المؤسسة العسكرية حماية للوطن والدين وقال نقول للجميع «هلموا لدعم ومساندة القوات المسلحة»، وأكد المهدي أن أمن المواطن واستقرار الوطن يتطلب بناء القدرات الأمنية الدفاعية بجانب ضرورة التعامل مع الكيانات الإقليمية والدولية بصورة إيجابية واستنهاض الهمم والعزائم لنجعل من هذه الأزمة بناء الوطن والقضاء على أعدائه. وفي السياق قال محمد المعتصم حاكم القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل» إن السودان الآن يمر بعدة إشكالات، وأضاف أننا في الاتحادي الأصل نثمن دور القوات المسلحة ونثني على دورها البطولي منذ أن كانت قوة دفاع السودان وقال هذه القوات قوات وطنية ومسؤولة ومشرفة يجب على كل سوداني معارضاً كان أو حاكماً يثني على القوات المسلحة ويسندها ويقدم لها الدعم، وأبان نقول للذين اعتدوا وهاجموا أبوكرشولا وأم روابة أنتم لستم سوى خونة، لافتاً النظر إلى أن الهجوم الغادر على هذه المناطق هو مخطط مرسوم أشرفت عليه إسرائيل بكل ما تملك من إمكانات، مشيراً إلى أنها تستهدف السودان في ثرواته وخبراته، مؤكداً أن التصفيات الجسدية والاغتيالات السياسية هي ثقافة جديدة من إسرائيل تريد أن تبثها في هذا الوطن لكنها لن تستطيع ذلك وإن وجدت بعض أصحاب النفوس الضعيفة أمثال عبد الواحد ومني أدوات في أيدي اليهود.