الخامس والعشرون من أبريل كان الهجوم على مناطق أبو كرشولا وأم روابة والسميح والله كريم من قبل ما يسمى بقوات الجبهة الثورية التي روعت فيها المواطنين وقتلوا فيها الأبرياء. وبعد محاصرة قوية من قبل القوات المسلحة استطاعت أن تحررها وتطرد فلول المتمردين لتؤكد قول الحكومة إنها ستنهي كل التمرد بولاية جنوب كردفان. الفريق ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين في بيان صحفي أعلن عن عملية التحرير من قبضة المتمردين وتعهد بسحق التمرد ليعم السلام كل أرجاء البلاد وحيا مجاهدات القوات المسلحة والأجهزة النظامية وقال إنها أبلت بلاء حسناً حتى تحقق هذا النصر المؤز، مشيراً إلى أن الشعب السوداني يستحق ذلك. الدروس والعبر لدحض التآمر ضد الوطن الحراك السياسي الكبير الذي أعقب الاعتداء على مناطق شمال كردفان، أظهر لحمة الشعب السوداني مع القوات المسلحة، وأبان أيضاً المتخاذلين والطابور الخامس فكانت الدروس والعبر التي استصحبت عملية الاعتداء. المحلل السياسى جمال رستم يرى أن هنالك الكثير من الدروس والعبر من معركة كسر العظم التي أرادتها قوات الجبهة الثورية وقطاع الشمال للقوات المسلحة السودانية من خلال تقدمها واحتلالها لمناطق ذات عمق إستراتيجي فى البلاد لإحراج الحكومة، وزاد ذلك بترويع المواطنين وقتلهم. يقول رستم رغم ذلك لم تصمد أمام حصار القوات المسلحة رغم طبيعة المنطقة وجغرافيتها وما يقوم به الطابور الخامس من إشاعات، وأضاف أن هذه الأحداث أثبتت تماسك الشعب السوداني من الحكومة إلى البرلمان والقطاعات الشعبية والأجهزة الأمنية ضد الاعتداء لكنه استدرك أن هذا لا يعني أن أبوكرشولا ستكون الأولى، محذراً من تكرار السيناريو والأسلوب الخاطف للمتمردين وهم يحاولون شد أطراف الدولة باستنزافها في معارك على نقاط الحدود والتماس حتى تثير الشعب ضد الحكومة، وقال إن هذا المسلسل استهدافي كبير ومخطط لها وعلى الحكومة أن تعي ذلك وتعد لما هو قادم، وأشار إلى أن القوات المسلحة عملت بصبر وتخطيط ووصلت إلى الهدف وهو بداية التحرير لكل جيوب المتمردين في الولاية وأنها لن تتوقف عند أبوكرشولا من ناحية وافق أستاذ العلوم السياسة بجامعة النيلين الدكتور حسن الساعوري في حديثه لآخر لحظة، وافق رؤية رسمت حول استهداف السودان في مؤامرة كبرى لاستنزافه، وقال يجب حسم التمرد في كل ولاية جنوب كردفان وليس التوقف في أبوكرشولا وحدها، مشير إلى أن القوات المسلحة عليها أن تعمل على مطاردتها حتى تصبح المناطق الحدودية آمنة وأن هذا المسار يجب أن يؤخذ في الاعتبار لكسب القوة في التفاوض الذي يراه ضرورياً للوصول لحل مع قطاع الشمال ينهي حالة الحرب المستمرة. من جانبها أكدت أمانة الطلاب بالمؤتمر الوطني في بيان لها عقب إعلان تحرير أبو كرشول وقوفها التام مع القوات المسلحة وقالت إن أبوكرشولا هي بداية النهاية للتمرد وإن الخونة جاؤوا محملين بالعتاد والأسلحة من إسرائيل والصهيونية لكن قواتنا الباسلة تمكنت من تحرير الأرض من دنس العملاء. { ثم ماذا بعد أبوكرشولا؟ تبقى أبو كرشولا والاعتداء عليها مثالاً لنوايا حركات التمرد المسلحة وأسلوبها وأهدافها التي أبانت أثر اعتدائها على المواطنين وترويعهم مما ينفد دعواهم للعدل والمساواة والديمقطراطية وهى بهذا تكون قد خسرت معركتها ضد الحكومة وضد الشعب السوداني الذي استنكر وأدان إعتاءها على مناطق شمال كردفان واستهدافها للمواطنين وعلى حسب قول المحلل السياسي رستم ثم ماذا بعد أبو كرشولا.. يبقى سؤالاً ضرورياً وإستراتيجياً للحكومة حتى لا يتكرر سيناريو أبوكرشولا في مناطق حدودية مفتوحة يمكن التسسلل منها مجدداً من قبل المتمردين.