أرسل تلفزيون السودان؛ رسالة لجميع الإيميلات الإلكترونية للصحف،وحتى أنه ضمنها بالشريط الإخباري أسفل الشاشة؛خبر فوزه المزعوم بالجائزة الأولى لمهرجان الأغنية العربية المقام بدولة تونس،وكان متن الخبر المبثوث هو: السودان يفوز بالجائزة الأولي لمهرجان الأغنية العربية.. أحرز تلفزيون السودان المركز الأول في مهرجان الأغنية العربية بتونس، عن أغنية (لا تغضبي) كلمات أحمد الفرجوني، لحن وأداء الفنان عاصم البنا. ونسى تلفزيوننا الرسمي والقومي أن الفضاء وعالم الميديا؛بكبسة (زرار) واحد؛يتيح لك التأكد من الخبر - خبر الفوز المزعوم - وصحته من عدمه.. نسيت فضائيتنا أن هناك عدداً من المشاركين في جائزة المايكرفون الذهبي هم إثنا عشر فنانا يمثلون دولهم بواقع فنان لكل دولة..!وهذه الدول لاشك أنها تتفوق علينا إعلاميا وأكثر تأثيرا منا نحن الإعلام السوداني. علمت كما علم غيري - في ظني أن غيري هؤلاء هم جميع من يعيش في كرتنا الأرضية - أن الفائز بالجائزة التشجيعية هو ممثلنا عاصم البنا..! وماهو حتى بفائز بمشاركته الصوتية؛بل الفوز التشجيعي كان من نصيب شقيقه أحمد الفرجوني..والجائزة التشجيعية عادت لتونس كأفضل اداء ومملكة المغرب أصابها أفضل توزيع.. حسنا فعل التلفزيون القومي وهو يُجمل مشاركته و(عناده) بفرض الفنان عاصم البنا؛ممثلا للسودان؛وهو فوق (الأربعين) ربيعاً..!ألم يكن من الأفضل أن تتم مشاركة الفنان المغلوب على أمره والذي حاربه قطاع التلفزيون،وحرمه أجر المشاركة..؟! ألم يكن من الأفضل أن تتم مشاركة فنان صغير في السن بأسم السودان..؟! فعلى الأقل كانت الجائزة التشجيعية محفزة له،رافعة من روحه المعنوية،والفنية..وتضاف لرصيده الفني القليل التجربة؛طبعا مقارنة بالفنان عاصم ال(كبير) التجربة والسن.. ü سادتي كفاكم غشا وخداعا للسودانيين.. فالطفل الذي يبلغ عشر سنوات هو (أعلم) و(أعرف) في الميديا والتقنية؛أكثر من مسؤولين أو مدراء أو حتى خبراء..فمابالكم بالبقية الذين ظننتم ألا علاقة تربطهم أو تجمعهم بالعالم الخارجي..!؟ مايحيرني أنني كما قلت.. معرفتي بخبر فوز كلمات الفنان الفرجوني بالجائزة التشجيعية؛وبالتالي فوز الفنان الأردني ب(المايكرفون) الذهبي وأسمه يزن أمين،وهو في بداية العشرينيات من عمره..وأغنيته تحمل أسم (لا تسئ الظن بي) وقيمة الجائزة بلغت عشرة آلاف دولار أمريكي.. ü الجائزة التشجيعية هذه ذكرتني بشخص يدعى (بُّر) من أبناء أم درمان ، وكان يحرس مرمى فريق الحي ،وكانت مبارة نهائي لدورة رمضانية.. وتبقت تصويبة واحدة ليقوم صاحبنا (بُّر) بالإستعداد لتسديدها،وكان (بُّر) صاحب نكتة وشخصية درامية (ممتعة)،فوقف الجميع لتشجيعه وتحيته؛حتى يحرز هدفا ويفوز فريق الحي بكأس الدورة الرمضانية..وأصبح الحوش الذي أقيمت فيه الدورة يغلي كالمرجل،والجميع يهتف (كشلن كوكو يا(بُّر) يا (بُّر)..كشلن كوكو يا (بُّر) يا(بُّر))،فتوترت أعصاب صديقنا (بُّر)،وهاج في الجميع قائلا:(ياجماعة والله كده بضيعها..أحسن تسكتوا وتخلوني أركز..!) فلم يسكت المشجعون،وزادت صرخاتهم وتشجيعهم.. وهنا إتجه (بُّر) لتسديد الكرة..! فأخطأ الكرة تماماً؛ل(يشوت) حجرا ملتصقا بالأرض،لتتحرك معه الكرة وتعتبر تسديدة،ويعلن الحكم خسارة فريق صاحبنا (بُّر).. الذي أخذ الكرة بعد صافرة الحكم وهو يصرخ في الجميع لاعنا سلسفيل أهلهم،وهو يقول:(ماقلت ليكم كده بضيعها..!) ليضحك الجميع ويضحك صديقنا (بُّر)؛وكأنه كسب وفاز بالكأس..! ü سؤالي لإدارة التلفزيون وهي تخدع أهلها وأهل القرية الصغيرة.. هل ضحكتم بعد خسارتنا في الدورة ال(16) لمهرجان الإغنية العربية..؟! وهل صفقتم فرحا وأنتم تشجعون خسارتكم وخسارة السودان..! وهل شارككم عاصم البنا فرحة التشجيع وهو يغني بكلمات فازت بالتشجيع فقط لاغير...!!؟ ü أتقوا الله ياتلفزيون فكفى تزييفا للأخبار والحقائق،ولا تضحكوا فينا العالم العربي ،لتصبحوا في نظر السودانيين ونظرهم (بُّر) جديد...!! ü عزيزي البنا أنا لا أعرفك شخصيا .. ورغم إعجابي بصوتك وأسرة البنا عموما،ولكنني لم أرض لك هذه المشاركة لإعتبارات عديدة أنت أول الناس دراية بها..