-المحطة الاولى:- نكتب كثيراً منتقدين التعصب الرياضى الذى انتشر فى ملاعبنا وساحتنا الرياضية ونعمل على معرفة اسبابه وتحليلها ونهمل نوعاً اَخر من التعصب انتشر مؤخراً بشكل اكبر فى ساحتنا الفنية يمكننا ان نراه بوضوح فى اراء اهل الصحافة الفنية ومن يطلقون على انفسهم صفة (نقاد) فنيين وهم يهاجمون بعض الفنانين من اجل رفع اسهم فنانين اَخرين،ويستهدفون البعض من اجل تلميع البعض الاَخر،ويمكننا اكتشافه عبر حوارات الفنانين الكبار الذين يهاجمون جيل الشباب انحيازاً وتقديساً لاجيالهم،ويبدو هذا التعصب حاضراً فى مقارنة الكثيرين للغناء الحديث والاغنيات الشبابية بالفن الاصيل او اغنيات الزمن الجميل،ويمكننا ايضاً رؤيته ونحن نتابع محاولات تبخيس بعض التجارب الجديده لمصلحة التجارب القديمه والتى اخذت فرصتها كاملة،وذلك بالاضافه الى تفشى مفهوم سائد بان المستمع السودانى ان كان يستمع الى فنان معين فان ذلك يتطلب منه مقاطعة الاستماع للفنانين الاَخرين،وان احب فناناً فان عليه ان يكره الفنانين الاخرين مما تسبب فى نشر العداوة بين جماهير الفنانين من جهة وبين الفنانين انفسهم من جهة اخرى على اختلاف تاريخهم واعمارهم وتجاربهم التى يقدمونها عبر مشوارهم الفنى. من الواضح ان هنالك خلل عظيم فى وسطنا الفنى لا ينتبه اليه اهل الصحافة الفنيه ويتحمل مسؤوليته من ينصبون انفسهم اوصياء على اذواق الناس وقد تسببوا بقصد او بدون قصد فى بلوغ الامور هذه الدرجة من التعصب والمعاداه التى نشاهدها فى وسطنا الفنى وعلينا ان نقول بان استمرار هذا النهج الخاطئ فى تناول الشأن الفنى سيقودونا الى مزيد من المشكلات والتى نرى وسطنا الفنى يعانى منها وسيعمق بدوره من حدة الخلافات التى استشرت بين الفنانين وصارت جزءاً لا يتجزأ من اخبارهم وارائهم اليوميه،وستجعلنا ننصرف عن كيفية تطوير الفن السودانى والتركيز فى قضايا انصرافيه غير مجديه ولا تخدم اهدافنا وطموحاتنا بان تخرج الاغنية السودانيه من هذا النفق المحلى الى براحات العالمية التى نرجوها ونتطلع اليها جميعاً. التعصب الفنى صار اشد خطراً علينا التعصب الرياضى والذى يرتبط الى حد ما بالانتماء الى الفرق وتقبل الخسارة ويلعب الاعلام الرياضى دوراً بارزاً فى انتشاره او السيطره عليه وان كنا نتفهم اسبابه من واقع انتشاره على مستوى العالم ويرتبط بطبيعة الشعوب وسلوك المشجعين ومدى ارتباطهم بفرقهم وانديتهم وغيرها من الامور فاننا لا نجد مبرراً لان يتحول الفن الذى يفترض ان يساهم فى تشكيل الوجدان وتصوير الاحاسيس المرهفه بكافة اشكالها ويستمتع به الناس ويفرحهم ويجعلهم يرقصون ويتمايلون طرباً سبباً فى مشكلات او عداء فى وسط فنى ينبغى ان يكون مصباً للابداع والموهبة التى يستمتع بها الناس ويجدون فيها متنفساً لهم ولساناً يعبر عن مشاعرهم وحالهم واحوالهم . -المحطة الثانية:- ظللنا طوال السنوات الماضيه فى السودان نهتم بتابين الفنانين العظماء ونكتفى باحياء ذكراهم عبر احتفائيات خجولة لا تتناسب وتاريخهم الفنى الطويل او تليق بما قدموه لهذا الوطن واهله الطيبين وهنالك الكثير من الاسماء التى رحلت عن دنيانا ومازال عطاؤها ممتداً الى الان ومع ذلك لم تجد تخليداً يليق بمقاماتهم ولم تقدم الحكومة اليهم ما يحفظ لهم تاريخهم وهذا اذ يدل انما يدل على عدم اهتمام الحكومات بالفن والفنانين ومدى تأثيره على المجتمع. اننا نتعجب والله لماذا لا تفكر ولاية الخرطوم مثلاً فى اطلاق اسم فنانين كبار وعمالقة مثل الاستاذ محمد وردى وعثمان حسين ومحمود عبدالعزيز وغيرهم على شوارع رئيسيه فى الخرطوم او امدرمان او بحرى طالما انهم يملكون هذا الحق ويستغلونه لتخليد ذكرى اسماء لم تقدم للوطن نصف ما قدمه هؤلاء الفنانين الكبار؟؟ رموز الفن السودانى ياوالى الخرطوم يستحقون مثل هذا التخليد ولا ينبغى ان يتم اهمال هذا الامر او اعتباره امراً غير مهم خصوصاً وان هنالك انطباع سائد بان الثقافة والفن والرياضة فى السودان ليس من اولويات الحكومات المتعاقبه على ادارة شؤون البلاد والعباد.. -محطة خاصة:- ان يتواضع استاذ كبير ومبدع بقامة الفنان ابو عركى البخيت ويطالع ما اكتبة عبر هذه المساحة فان ذلك شرف عظيم لم اكن احلم بان اناله فى يوم من الايام وان يتواضع اكثر ليشيد بعمود الاسبوع الماضى فان ذلك يمثل لى شهادة افتخر بها باعتبارى مازلت تلميذاً اتعلم من امثالة الكثير فى هذه الدنيا. استاذ ابو عركى خبر اشادتك بكلماتى والذى نشرتة (اخر لحظه) اعتبره وساماً على صدرى ولهذا فاننى لم اتردد فى شراء نسختين من هذا العدد وشراء (بروازين) لوضع هذا الخبر فيهما لاعلقه على حائط غرفتى ومكتبى وانا اشعر بالزهو والفخر وكثير من الامتنان لشخصك الكريم على كلماتك الغالية فى حقى. صدقنى يا صاحب الروائع والتاريخ المشرف ان كلماتى تعجز عن شكرك ووصف سعادتى بحديثك واقصى امنياتى بان تجد لى العذر فانت اكبر من ان تتحدث عنك الحروف وتكتب فيك الاقلام ويكفى ان يذكر اسم ابوعركى البخيت لتتوارى العبارات خجلاً من محاولات ارسال رسائل تليق بشخصك الكريم. -المحطة الاخيرة:- انا بشبهك، زى مالطفل بيشبه ابوه، جبت الشبه بريدى ليك وملامحى شلتها من هواك، شوف العيون،ياهم عينيك نفس الطباع،شكل القُعاد، هز الرجل،خطوات مشيك والشى الغريب قلبى المعاى، قاعد جواى وبيدق بيك