بدأ الخريف هذا العام مبكراً بعض الشيء في عدد من المناطق والولايات، وتتوقع هيئة الإرصاد الجوي حسب ما كشف عنه وزير الداخلية أمس الأستاذ إبراهيم حامد محمود أن تكون معدلات الأمطار والفيضانات أعلى مما هو معتاد.. هذا خبر.. أما الخبر الثاني فقد كان هو وفاة طالبة جامعية تدرس بإحدى كليات جامعة الجزيرة، إثر إصابتها بصاعقة كهربائية بمدينة الحصاحيصا، أودت بحياتها وهي تتحدث ممسكة بجهاز هاتفها النقال خلال هطول أمطار غزيرة استمرت لنحو خمس ساعات وكانت مصحوبة ببرق ورعد وصواعق. قبل أسابيع قليلة توفيت طالبة إماراتية نتيجة صاعقة كهربائية خلال هطول أمطار في دولة الأمارات لم يعتد عليها الناس في مثل هذا الوقت، لكننا لا نعرف إن كانت تحمل هاتفاً نقالاً (موبايل) أم لا (!) لست خبيراً في شأن الكهرباء إلا بالقدر الذي يسمح لي بالضغط على الأزرار لتشغيل الإضاءة أو جهاز ما، ولم أحاول أن أعرف شيئاً عن الكهرباء، ولا أرى أن استعدادي الفطري والطبيعي يؤهلني لأن أكون مهتماً بالشؤون العلمية المتخصصة، ولم أكن بارعاً أو بارزاً أو متقدماً في فهم العلوم الفيزيائية ولا في علم (الكهربية) أو أي علم له صلة بذلك الأمر.. لذلك أجد نفسي محتاراً في الصلة ما بين (الموبايل) و(الصواعق) وقد سمعت بذلك- مثلما سمع آخرون- كثيراً، لكنني أعرف أن هناك مانعات صواعق يجري تركيبها في الأبنية أو على مآذن المساجد أو أسطح البنايات العالية، وتكون أسلاكها- عادة- من موصلات نحاسية أو الحديد أو الألمونيوم، وهي أسلاك يمر بها التيار الكهربائي الناتج عن الصاعقة لإيصاله إلى شبكة الاتصال الأرضي، ومن المؤكد أن هناك عوامل كثيرة تجذب تلك الصواعق الكهربائية التي تحرق من تصادفه، ولم نسمع بشخص نجا من صعقة كهربائية خلال هطول الأمطار.. وأكثر ما يخشاه الناس هو التعامل مع الذين أصابتهم تلك الصعقات، لأنهم في الأغلب يجهلون خطوات الإسعاف السليمة للمصابين بتلك الصعقات. ليت بعض الخبراء أدلوا بدلوهم حول علاقة (الموبايل) بالصواعق الكهربائية، وليتهم قدموا لنا نصحاً مفيداً وموجهات عامة للتعامل مع (ناقلات) الكهرباء، سواء كانت في الشوارع العامة أو داخل البيوت، لأننا نفقد كل خريف عدة ضحايا خاصة من الأطفال وبعض كبار السن نتيجة الصعقات الكهربائية. اللهم احفظنا واحفظ بلادنا واحمنا وأهلنا وأبناءنا من كل سوء، ونسألك أن تلطف بنا وأن تيسر معاشنا وأن تتقبل منا صالح العمل، وأن ترحمنا وأن تغفر لنا خطايانا وأن تجعلنا من عبادك الصالحين. آمين. ..و.. جمعة مباركة