فى بهو مستشفى عثمان دقنة جلس (أ ح م) وهو يحكى ل (آخر لحظة) المعاناة التى يجدها فى سبيل توفير رعاية صحية مناسبة لمريض له يرقد فى غرفة العناية المركزة، حيث قال لاتغرنكم هذه المبانى الجميلة فهى لاتحوى بداخلها أى كوادر طبية يمكن الأعتماد عليها، وأضاف (أ ح م) إنه مرافق لمريض يرقد فى غرفة العناية المركزة منذ أكثر من إسبوع دون وجود طبيب أخصائى بالمستشفى، فقط الطبيب المتابع للحالة الذى يمر كل يوم أو يومين، وواصل حديثه قائلاً: تم منعنا من التواجد المباشرة مع المريض الذى يعيش فى غيبوبة متقطعة مع إهمال تام من الممرضين للإشراف على الحالة فكثيراً ماوجدنا مريضنا فى حالة يرثى لها من الإتساخ وعدم تناول بعض الأطعمة التى نعطيها للممرضين، كما شكى من إدارة المستشفى التى قال أنها تغض الطرف عن هذه الفوضى وأن لا هم لها سوى جمع الأموال من المرضى. وليس بعيد عن مستشفى عثمان دقنة يوجد مستشفى بورتسودان التعليمى، وعند مدخل طوارئ المستشفى تتجسد جميع فصول المعاناة التى يلاقيها المرضى، حيث تزكم الروائح النتنة المكان، ويكابد عدد كبير من المرضى لاجل الحصول على سرير أو نقالة لأخذ درب أو حقنة، حتى إن بعضهم يفترش الأرض من شدة مايلاقيه من إرهاق، (ك ط) قال ل (آخر لحظة) لايمكن أن تسمى هذه مستشفى بأى حال من الأحوال يومين ولايوجد طبيب لمتابعة المرضى، أطباء الأمتياز يأتون على هواهم، أما الأدوية فحدث ولاحرج !! فهنالك نقص حاد فى أدوية الطوارئ بالصيدلية .. الحال يغني عن السؤال .. يعاني مستشفى بورتسودان التعليمى من جملة إشكاليات فنية وإدارية حرمت مواطن المدينة من تلقى خدمات رعاية صحية فى حدودها المعقولة حيث يعاني من عدم تحديث للمعدات وعدم ترغيب للكادر الطبى للعمل بالمستشفى؛ ووزارة الصحة الولائية لاتملك سوى جراح واحد فقط وإخصائيين إثنين للباطنية يغطيان التخصصات الاساسية بالمستشفى، أما الوضع فى عنابر المستشفى فهو سئ للغاية لاسيما فى عنابر الجراحة والباطنية على الرغم من صدور قرار بتحويل الباطنية لمستشفى العيون إلا أنه لم ينفذ، الإشكاليات التى يعاني منها المستشفى إنعكست سلباً على تدريب طلاب كلية الطب وبالتالى إنعكست على تأهيل أطباء الامتياز، ذلك بالإضافة إلى إحجام مجلس التخصصات الطبية عن إبتعاث نواب باطنية لبورتسودان وخلال ثلاث سنوات تم إرسال ثلاثة نواب فقط، إضافة إلى ذلك فقد توقفت العناية المركزة بالمستشفى منذ اكثر من عامين، أيضاً من أبرز إشكاليات مستشفى بورتسودان عدم وجود إخصائيين فى مستشفيات الجلدية والأمراض النفسية والعصبية وذلك لعدم وجود إحلال على الرغم من إرتباط بعضها بالعمل الجنائي. مستشفى عثمان دقنة .. مباني بلا معاني تم إفتتاح مستشفى عثمان دقنة الذى يعمل بصورة شبه تجارية ليصبح مستشفى بديلاً لحالات الجراحة والباطنية، حيث إستفادت وزارة الصحة من المعدات التى شملها مشروع توطين العلاج بالداخل وهى (الأشعة المغنطيسية - الموجات الصوتية – أشعة الثدى – جهاز تفتيت الحصاوى) ولكن المستشفى يعاني الآن من توقف جميع هذه الأجهزة. وتعمل بالمستشفى مجموعة من الكوادر الطبية المصرية التى لاتتمتع بالكفاءة اللأزمة، بل وتقل كثيراً عن كفاءة الأطباء السودانيين؛ حسب حديث مصدر من داخل المستشفى رفض الكشف عن أسمه، وأضاف ذلك المصدر أمر الأطباء المصريين لايقف عند هذا الحد بل يتقاضون رواتب عالية تتراوح مابين 2000 الى 3000 دولار امريكى، فى الوقت الذى لايعلم فيه أحد شئ عن شهاداتهم بالإضافة لعدم تسجيلهم فى المجلس الطبى السودانى مما يجعلهم غير مصرح لهم بممارسة مهنة الطب فى السودان. وقال ذات المصدر إن عدداً كبيراً من العمليات التى تم إجراؤها بمستشفى عثمان دقنة تعرضت للإنتكاس أو ظهور بعض المضاعفات.