ان الطعن في الصحابة والنيل منهم والتنقص من مكانتهم انما هو طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم ونيل منه وتنقص من قدره وشأنه.. والزراية بهم زراية به، انتقاص مكانتهم وانكار شرفهم انما هو انتقاص من مكانته وانكار لشرفه هو صلى الله عليه وسلم، لأنهم لم ينالوا شيئاً من ذلك إلا لصحبتهم له وانتمائهم إليه، ولأن قيمة الدعوى على قدر قيمة الشاهد، فإذا أردت أن تبطل دعوى خصمك فاطعن في شهوده !! لذلك فلا غرو أن يقول إمام من أئمة الحديث مدافعاً عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم وعنه أجمعين وهو الإمام أبو زرعة الرَّازي عبيد الله بن عبد الكريم أحد أئمة الجرح والتعديل المعدودين، بل هو يعد من أقران البخاري ومن معاصريه ، وقد إعتمد عليه ابن أبي حاتم وعلى والده أبو حاتم في إعداد كتابه القيم (الجرح والتعديل) قال أبو زرعة الرازي «إذا سمعتم الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلموا أنه زنديق».. نلاحظ أنه لم يقل يطعن في أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو أحد العشرة أو معاوية أو أحدًا ممن تقدم إسلامه أو سبق غيره بجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو قرابة به بل إنه مجرد صحابي يجري عليه التعريف الذي ذكرناه آنفاً حتى ولو كان من الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيةً، فكلهم ينطبق عليه وصف الصحبة بكل ما يستحقه، ولكن يتفاوتون في الرتب.. وقد رتبوهم على مراتبهم على حسب سابقتهم في الدين، وذلك وفق ما أشار إليه القرآن الكريم (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) فجعل السَّبق ميزة وعلامة.. والسبق نفسه في (أولون وآخرون).. ثم ذكر الهجرة والنصرة فبين ان الصحابة يتفاضلون في الرتبة ثم استمر أبوزرعة في عبارته قائلاً فيما معناه:( ذلك أن القرآن حق والسنة حق والأنبياء حق وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شعورنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة). ألم أقل لكم إن ابطال الدَّعوى يقوم على إبطال الشاهد!! فمن أراد أن يبطل رسالة الإسلام الخاتمة فلا حاجة به إلى الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرةً.. ولكن يمكنه أن يطعن في أصحابه نقلة الوحي، ونقلة العلم والعمل.. فإذا كان للنبي عدد من الأصحاب يفوق الآلاف بل قيل أنه يفوق المائة ألف صحابي.. ثم لم يخلص له منهم من خَلُّصَ يخلُّص إلا بِضْعَة عشرة صحابي.. فأي نبي هذا؟ وأي دين هذا؟ هذا هو ما أراده الشيعة الرافضة «الاثنا عشرية» قبح الله مسعاهم فقد بلغت به القحة واللؤم والتطاول أن زعموا أن الصحابة كلهم كفروا إلا ما كان من بضعة عشر صحابي أو أقل بل لم يسلم منهم حتى أمهات المؤمنين وعلى رأسهن عائشة الصِّدِّيقة بنت الصدِّيق رضي الله عنهن جميعاً كذبوا فيها القرآن الذي أنزل براءتَها ويُتلى ويُصلى به إلى يومنا هذا.. وإلى أن تقوم الساعة.. ورموها بما برأها منه الله سبحانه وتعالى.. ومزقوا عَرّضها ونسبوها إلى الزواني.. فهل هذا طَعنٌ في عائشة رضي الله عنها؟ أم هو طعنٌ في زوجها المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لقي ربه ورأسه بين صدرها ونحرها.. أيلقى ربه ورأسه في حجر زانيه يا أبناء الزواني..؟ والصِّفة ألصق بِهم من غيرهم من خلق الله.. فهم الذين يبيحون زواج المتعة.. ويفتحون بيوتاً للعهر في بلادهم يسمونها بيوت العِفة وهي بيوت للدَّعارة برعاية الدولة وأشرافها.. ويسأل الزَّاني حين يدخل ويجد إماماً فقيهاً يشرف على العقد وممثلاً للدولة يوثق العقد كم مدة العقد؟ وله أن يختار من ساعةٍ واحدةٍ إلى تسع وتسعين سنةً وليس له أقل من ساعةٍ ولا اكثر من تسع وتسعين سنةً .. ربما لأنه سيكون زانياً واللَّهُ حرَّم الزِّنا!! وهل تصدقون..؟ وهل تعجبون لو علمتم أنه حدث اكثر من مرةٍ ان أحد الآيات أو الفقهاء عزم على عقد قرآنه من فتاة لقيها وذهب يخطبها.. فجاءته أمها وأخبرته إن الفتاة ابنته لأنه تمتع بها- أي بأمها يوم كذا وكذا فحبلت منه وانجبت هذه الفتاة الحسناء الذي طار لها لبه.. وذلك أنه منصوص في العقد أن الزواج إذا ترتب عليه حَملٌ فالوالد ليس مسؤولاً عن نفقةٍ ولا نسبٍ ولا رعايةٍ ولا مجرد معرفة المآل!!!! وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍüü فهي الشهادة لي بأني كامل إن الحفاظ على مكانة الصحابي وشرفه وسيرته هي محافظة على القرآن وعلى الإسلام وعلى الأمة. لذلك تأنق أهل الحديث كما أوردنا عن إبن حجر العسقلاني في الاصابة.. وثائق أهل مصطلح الحديث فقالوا في معرض الحديث عن عدالة راوي الحديث: إن الصحابة كلهم عدول أي أن كل رجل لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راضي فهو عدل لا يجرح ولا ينتقص وتقبل روايته بلا خلاف. وقالوا زيادة في التأنق وبيان مكانة الصحابي(جهالة الصحابي لا تضر) يعني إذا قال الرجل المحدث الثقة من التابعين حدثني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم( فلا يجب أن يسأل عمن حدثه لأن الصحابة كلهم عدول)!! (وحديث الصحابي مرفوع اذا كان خبرًا لأنهم لا يكذبون!! وحديثه موقوف إذا كان من باب الرأي ). فانظروا الفرق بين هؤلاء وبين من جعل الكذب ديناً فروى الشيعة عن أئمتهم وهم يكذبون عليهم- (التقية ديني ودين آبائي) (ولا دين لمن لا تقيه له) والتقية هي الكذب.. فالشيعي له أن يكذب في كل شيء إذا لقي أحدًا من أهل السنة.. يكذب خوفاً.. ويكذب طمعاً.. ويكذب خديعة.. وكذلك جعلوا المتعة ديناً ..والمتعة هي الزِّنا.. والآن علمنا أن هناك بيوتاً للمتعة تدار في بلادنا في الخفاء وهي حبائل وشراك ومصائد للشباب وأهل الحاجة والعوز وهي ايضاً مصائد لأهل الأهواء. ونحن نعلم أنه لو كان في بلادنا اليوم الف رافضي!! فإن تسعة وتسعين بالمائة منهم دخلوا دين الرافضة من باب المتعة والشهوة شهوة المال وشهوة الفرج.. لذلك فو الله الذي لا إله إلا هو ما برأت رجلاً يُنسب إلى الرفض والتشيع من الزنا والفاحشة ولو كان (فلان الفلاني).. والله لا أبرأه من إتيانها وليس فقط من الرِّضى بها والسكوت عليها.. والله برأ نبيه يوسف عليه السلام من الفحشاء لأن الفاحشة أبعد عليه.. وهو أطهر من إتيان الفحشاء.. وهي مقدمات الفعل.. والفاحشة هي الفعل بعينه. فكل رافض على ظهر الأرض من أهل السودان أو من أهل ايران أو من أي مكان في المعمورة موسوم بالفاحشة التي قال عنها الرب جلَّ وعلا (ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا). إن الصحابة هم شهود الأمة على الوحي وعلى الرسالة وعلى الشمائل وعلى الأحكام وعلى الدولة وعلى العبادات.. فالطعن فيهم طعن في كل ذلك.. بل طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقيناً طعن في الذات الالهية لأن طاعة النبي إقترنت بطاعة الله في كثيرمن المواقع.. ونشهد.. والله يشهد.. أن الرافضة ليسوا من أهل الإسلام.