تنتظم البلاد هذه الأيام عدد من البرامج والإفطارات التي تُكرم فيها رموز المجتمع السوداني وأصحاب الأيادي البيضاء فيه، وظني أن الاختيار لهذه الشخصيات تم عبر لجان اختارتهم بعناية خاصة، التكريم الذي تقوم به الحكومة متمثلة في مؤسساتها العليا، واعتقد أن زيارة رموز الدولة وقياداتها فيها رمزية كبيرة تخرج المكرم من ضيق الإحباط الى رحابة الإحساس بأنه قدم في حياته لهذا الوطن، ما يستحق التكريم وهو تقدير له ولأهله ولأبناء الوطن، بل ولمن ذهب في طريقه.. ولكم أن تحاولوا الشعور بأن من حولكم يهتمون بكم، ويقدرون ما تقومون به، إذن هي دعوة للجميع ليعمل عملاً يستحق عليه التكريم، وهي ليست دعوة للعلم بالتكريم، ولكن لتقديم عمل يرفع من شأن هذا الوطن الذي بذل الأخيار من أجله الغالي والنفيس. وعلى الرغم من أن هناك كثيراً من أبناء وطني يستحقون التكريم والدعم الاجتماعي، إلا أننا يجب أن نأخذ الأمر بصدر واسع، وأن لا يصيب الغبن أحداً لأنه لم يتم تكريمه أو حتى زيارته.. وعلينا أن نضع أيدينا في ايدي بعضنا وأن ننتبه لآبائنا ولإخواننا الذين قدموا لهذا البلد وكتبوا أنفسهم بأحرف من نور في هذا البلد بل حتى في خارجه ولنا أن ننظر من حولنا ونختارهم بسهولة.. لكنه أمر يحتاج كما كتبت لتكاتف. ولقد كنت حضوراً لبعض حفلات التكريم والزيارات وكان أجملها عندما يكون الشخص المكرم حياً يرزق عكس تكريم الراحلين عن دنيانا، وعلى الرغم من أن الدموع تتخلل الاحتفالية إلا أن دموع الحي يكون لها وقع على نفس الشخص المكرم أولاً ثم أهله، لذا نتمنى أن يحظى كل أبناء بلادي بتكريم الأحياء. سادتي لقد كتبت في هذه المساحة من قبل عن تكريم الحي والميت، وقلت إننا في السودان يصعب علينا أن نقول للأحياء إنكم أحسنتم، وأن يوم وفاة الشخص هو يوم شكره، لذا يدعون للشخص «أن لا يأتي يوم شكره» بالله عليكم أنظروا كيف يتعامل بعضنا حتى كنا لزمن نتحاشى التكريم، ولن ننسى طبعاً أن شكر الإنسان أمامه «نبذ» أو قصمة ظهر له فقول بعضهم إن فلاناً كذا وكذا لكننا لا نريد أن نقصم ظهره. المهم نحن نثمن جهود كل من يقوم بتكريم أي إنسان، حتى لو شخصية واحدة ومن هنا نحن نشيد باتحاد الصحافيين الذي يكرم بعضاً ممن قدموا لهذه المهنة وصبروا عليها.. فالتحية لكل الذين تم تكريمهم ولكل من سيكرم ولكل أبناء بلادي.