كل العرب: في أدب العرب من مسيحيين ومسلمين، تأتي قصة آدم، ومن آدم تأتي الأسماء الكثيرة مشتقات آدهم، آدام، والآدام هو الطعام الذي يملأ الخبز غذاء، وآدم هو أبو البشر، وهو الذي خلقه الله من تراب الأرض حتي لا يستكبر، وعندما أخطا كان الحكم عليه أن يهبط إلي الأرض، ويترك جنة عدن، فهو تراب وإلي التراب يعود، وهكذا حكم عليه أنه بعد الموت يتحلل جسده إلي تراب عائداً من حيث أخذ. ولقد خلق الله الملائكة من نور، وخلق آدم من طين، ولكن لحكمة عند الله طلب الله كما في القرآن الكريم من الملائكة أن تسجد لآدم إلا أبليس أبي وأستنكر، وترفع وأستكبر وقال إنه خير من آدم فكيف يسجد لآدم، ولقد جاءت قصة آدم في القرآن الكريم: 1. قال تعالي(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَü وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَü قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُü قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) سورة البقرة الآيات 30-33 2. (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) سورة البقرة 34. 3. (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَü قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) الأعراف الآيات.11-12 4. (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍüوَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِü وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍü فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَü فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَü إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَü قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَü قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ) الحجر الآيات26.-33 5. (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) الإسراء الآية 61. 6.(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) الكهف50. 7.( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى) طه 116. 8. (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ) الحجر28. 9.(قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) الأعراف 13. 10. (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ) البقرة35. 11.(قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاًü قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُوراً) الاسراء 62-63 12.(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) البقرة36 13.(فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) الأعراف22. 14. (فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) طه 121. 15.(فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) البقرة37 16.(قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَü قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)الأعراف 23- 24. 17.(ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى* قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى) طه 122-123 18.(وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) طه 115. 19.(أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) يس60. 20.ِ(إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) آل عمران 33. 21. (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) آل عمران 59. رحلة الهبوط: وقصة آدم تكتمل بما جاء في التوراة، وما لم يأت فيها جاء في الروايات اليهودية، ثم الروايات المسيحية، وبعدها ما جاء في القرآن الكريم والأدب الإسلامي. وفي الكتابات اليهودية أن السجود لم يكن بأمر من الله بل أراد الملائكة أن يشَّرفوا آدم كما شرفه الله، فحال بينهم وبين ذلك أن الله تعالي جعل آدم ينام، وهناك من يقول من الربانيين أن الملك ميكائيل سجد لآدم ودعا سائر الملائكة أن يحذو حذوه، ويفهم من كتاب ربا اليعازر ضمناً لا نصاً أن الله أقر ذلك، وإن كنا نعلم أن الملائكة لا تفعل شيئاً دون أمر الله. وفي الكتاب النصراني السرياني كما جاء في دائرة المعارف الإسلامية للمستشرقين، وإسم الكتاب مغارة الكنوز أن الله أعطى لآدم السيادة علي جميع المخلوقات وأن الملائكة عبدوه إلا أبليس الحسود، ومن ثم طرد من الجنة، وقد ذكر العهد الذي بين الله وآدم في كتاب السنهدريم، وفي كتاب ندم آدم، وفي كتاب عبودا زارا، وفي كتاب Vitaadami. وقد جاء في الروايات القديمة: أن الله مهّد لخلق آدم بأن بعث جبريل ثم ميكائيل إلي الأرض ليأخذ منها قبضة من طين، فأستعاذت الأرض بالله أن يؤخذ منها شيئاً، فبعث الله إليها ملك الموت، فأنتزع قبضة من طينها الأحمر والأبيض والأسود، ولذلك أختلفت ألوان البشر، وسمي آدم بهذا الإسم لأنه أخذ من أديم الأرض، ثم عجنت القبضة من تراب حتي صارت طيناً لازباً، ثم تركت حتي غدت صلصالاً. ثم أراد الله أن ينفخ فيه الروح فأمرها، فدخلت في دماغه ثم نزلت في عينيه، ثم نزلت في أنفه، ثم أنتشرت الروح في جسمه كله فصار لحماً ودماً وعروقاً وعظاماً، وعصباً، وفي رواية عن النبي الكريم أن الله خلق رأس آدم وجبهته من تراب الكعبة، وصدره وظهره من بيت المقدس، وفخذيه من أرض اليمن، وفي الرواية اليهودية أن الطين الذي خلق منه جسد آدم قد أخذ من مكان المعبد الذي هو هيكل سليمان، أو أخذه من العالم كله بألوان مختلفة، وهناك رواية تشبه هذه الرواية عند كبريانوس قديس تونس، واوغسطنتوس تلميذ قرطاجنة، وتحدث الأدب الإٍسلامي عن قوام آدم وطوله وجمال خلقته.