وصلتني هذه الرسالة من (مدينة الرباط) في المغرب الشقيق من الصحافي عبد العالي حسون وهويتحدث عن ظاهرة زواج اسمه الاقامة ومدي تفشي الظاهرة الخطيرة في الدول العربية وكيفية معالجتها هذه الرسالة: انتشر في الآونة الأخيرة زواج جديد أطلق عليه إسم (زواج الإقامة)، بشكل لافت للنظر، في البلاد العربية والمغاربية، وخاصة بين الفتيات المغربيات اللواتي أصبح إقبالهن عليه أكثر من الرجال، كما كان معروفا من قبل، وكما دلت عليه الدراسة التي تشير إلى أن عدد المغربيات اللواتي تزوجن بأجانب انتقل من 996 فتاة سنة 1997 إلى 2507 فتاة سنة 2001، بينما ارتفع عدد الرجال المغاربة المتزوجين بأجنبيات من 314 سنة 1997 إلى 1366 سنة 2001. وقد تفاقم هذا النوع من الهجرة، خاصة بعد أن ضيقت الدول الغربية الخناق إلى أبعد الحدود على اللجوء السياسي واللجوء الإنساني واللجوء بكل أنواعه وأصدرت قرارات وقوانين للحدّ الكامل من ظاهرة الهجرة، ولم يبق للراغبين في الإقامة في الغرب، غير الزواج من غربي أو غربية أو مهاجر أو مهاجرة متجنسين يقدم طلبا للسلطات المعنية في بلده لإلحاق زوجه به مادام القانون الغربي يكفل للغربيين حق الزواج ممن يرغبون فيه.. فأدرك سماسرة الهجرة، حاجة الشباب المغاربي الكبيرة والملحة للحصول على أوراق الإقامة الدائمة أو الجنسيّة الغربيّة التي تخول لهم كل الامتيازات الاجتماعية التي توفّرها المؤسسات الغربيّة للمواطنين والمقيمين بطريقة شرعيّة، فاستغلوا ومعهم من تخصصن من النساء في الوساطة بين الزوجين وأصبحن خاطبات يعرضن صفقات الهجرة والزواج ولهن مبالغ مالية هامة من الطرفين، ظروف حاجة شباب الضفة الجنوبية للهجرة، واستعملوا بعض الفتيات العربيات والمسلمات المتجنسات، اللواتي احترفن تهريب البشر إلى أوروبا عن طريق هذا الزواج الأبيض الذي يسمى ذلك الزواج بالزواج الأبيض أو الأسود، - تشبيها له بالعمل الأسود المنتشر في بلاد الغرب والذي يقوم به المهاجرون غير الشرعيين، والذي بدأ ينتشر في المغرب بسبب هجرة الأفارقة غير الشرعين- لحصد ما يدر من أموال طائلة، مقابل كل زواج بمغاربي أو عربي يريد الحصول على الإقامة المضمونة بإحدى دول الأوروبية وحتى الأمريكية، شريطة أن يتم الطلاق فور حصول الشخص على مبتغاه، لتعاود الفتيات الكرة مرات أخر، مع أشخاص آخرين، وهكذا إلى أن أضحى التجمع العائلي هو الإمكانية الوحيدة المتبقية أمام الراغبين في الهجرة الشرعية والتي تخص فقط أحد الزوجين المقيم خارج فرنسا أو أي بلد أوروبي كمستفيد من الدخول لالتحاق بزوجه المقيم بصفة قانونية ويملك بطاقة إقامة سارية المفعول.. والذي شكل في السنوات القليلة الأخيرة أكثر من 20% من الهجرة. (نواصل)...