ليس هناك أكثر ما يقصم الظهر ويهد (الحيل) وينفض (الجيب) ويجعل الشعوب تثور وتتنفض وتقلب (الكراسي) على حكوماتها.. قدر المساس ب(المعيشة اليومية) التي يتضرر منها المواطن بصورة مباشرة.. كانت خطوة رفع الدعم عن المحروقات أول شرارة قذفت بها (الانقاذ) في ملعب الشعب.. تحمَّلها بصبر وجلد ... فارتفاعت أسعار (المواصلات).. وكل شيء لحقه (رأس السوط) من ارتفاع المحروقات.. ولكن أزمة (الرغيف) التي أطلت برأسها هذه الأيام، أخاف أن تكون (القشة) التي تقصم ظهر البعير.. وتسقط (ما تبقى من مودة ورحمة) بين الشعب والإنقاذ.. وتغلق تماماً باب النقاش والحوار.. فتنفتح أبواب لا قبل لأهل الإنقاذ بها.. تقول الحكمة ( تجنب غضب الحليم).. فقد صبر الشعب السوداني على الانقاذ قرابة ال (24) عاماً.. وهي تتفنن-أي الإنقاذ- في (لي يد) المواطن وتمسكه من (موضع الألم).. وتطرق عليه بشدة.. والشعب يجد لها من المبررات والأعذار.. وماشي بالمثل البقول (جناً تعرفه ولا جناً ما تعرفه).. ويمني نفسه بأنه لابد أن ينعدل الحال في يوم ما.. عشمنا إنه بعد انفصال الجنوب سينصلح الوضع الاقتصادي السيئ قليلاً.. ولكنه لم يزد (الطين إلا بلة).. ابتداء من مشاكل دارفور وغيرها، ولا توجد بارقة أمل بأن الغمام سينقشع.. والإنقاذ (هبشت) المواطن في طعامه الأساسي- الرغيف- وكانت قد أوصت الإنقاذ أصحاب المخابز بعدم المساس بالخبز بعد الزيادة التي طرأت على (الدقيق)- أي زيادة سعره- ولكن ضاق الحال على أصحاب المخابز فلجأوا إلى تصغير حجم (الرغيف) ولم يجدِ معهم الحال.. وهذه الأيام أصبحت أزمة (الرغيف) واضحة للعيان.. مع قلة حجمه، فأصحاب المخابز يتعمدون إغلاق مخابزهم ويتعلل البعض بأن الأفران بها (عطب) حتى تجد لهم الحكومة حلاً لهذه المشكلة.!! والضحية هو المواطن.