من اكثر ما يدمي قلبي ويرهق روحي ويبعثر ثوابت الأمن في حياتي عندما أسمع بحادثة مريعة وجريمة بشعة على طفل صغير غرير... من أحد الأشخاص الذي يتوجب عليهم حمايته.. ورعايته.. شخص أمنته على طفلك.. فيهدد حياته باكثر ما يمكن ان يهز الروح.. ويجرح الكبرياء.. جرحاً يظل في ظل الذاكرة حياً.. ماثلاً مدى الحياة.. بل ويسبب الكثير من التداعيات اللاحقة التي تلقى بظلال الرماد على باقي الزهرات في الحياة.. اصبحت حادثة اغتصاب الأطفال الصغار سكينة مغروزة في الخاصرة.. كل من يستمع لمثل هذه القصص تنتابه حالة من الذعر على أطفاله.. ليس هناك أمان مطلق كلنا يعلم ذلك ولكن ان تغتال الطفولة وأحلام العصافير من من يجب ان يكون عليهم العبء في تأمين الحياة.. فهذه كارثة.. طفلة صغيرة لازالت تتعلم كيف تقرأ وتكتب.. ليس لها ادنى فكرة عن تلك الاشياء الرهيبة التي تمتلئ بها رأس سائق الترحيل.. كيف لرجل كامل بالغ ان تثيره طفله صغيرة.. مالذي تملكه تلك الطفلة حتى دارت رأسه الخبيثة مع أفكار الشيطان.. فمثل تلك العلاقات المختلة ليست الا ترضية للشيطان ووسوسة مريضة.. و ليست هذه المرة الاولى التي أسمع فيها مثل هذا السيناريو.. فقد اصبحت تلك القصص تؤرق الأهالي.. لذلك أعتقد أن مرافق الترحيل واجب والا فليتكلف أولياء الطلاب عبء الذهاب والإياب.. على الأقل حتى نتجنب قول ياريت.. لو.. ما.. لا اعتقد ان هناك اي شيء يمكن ان يعوض تلك الطفلة عن تلك اللحظات الرهيبة التي عاشتها.. ولا عن أحلامها التي سوف تتهاوى شيئاً فشيئاً وهي تتعلم الحياة.. فهي الى الآن لا تعلم مدى الكارثة التي هزت كيانها .. ولا تحس من الألم الا الملموس الحي.. ولكن هلاكات التفاصيل المرة التي سوف تتوالى على ذاكرتها رغماً عنها سوف تكون كالأشباح في حياتها تهز قلاع الثقة والأمان.. وتخلف وراءها خطوطاً سوداء وصوراً لا تبهت ولا تشيخ مهما تراكم عليها غبار الزمن.. تظل حرارتها مختبئة وراء رماد.. يتطاير مع رياح الحياة التي تعصف ولا ترحم.. ان مثل هذه الامراض تأكل في المجتمع لتقضي على احساس الامان والثقة.. وسموم تسري فتبعث الالم.. والحزن.. وتشوه المعالم .. وتسرق منا الراحة .. والاطمئنان... تعزية: أصابني حزن عميق وانا اسمع خبر وفاة الصحفية نادية عثمان مختار فرغم قصر المدة التي عرفتها بها في صحيفة التغيير.. ولكنها كانت حميمة.. التعزية لاهلها وكل اصدقائها.. وللزملاء في التغيير.. ونسأل الله لها ولنا المغفرة.. إنا لله وإنا إليه راجعون..