بدأ نواب المجلس الوطني متكاسلين كعادتهم من الدخول لقبة البرلمان عند الساعة الحادية عشرة، الموعد المحدد لبداية الجلسات.. وظل الأعضاء خارج القبة لفترات طويلة يتجاذبون أطراف الحديث فيما بينهم أمام القاعة، وما أن وقعت شارات ضبط الوقت عند الساعة الحادية عشرة ونصف أعلن حاجب البرلمان وصول رئيس البرلمان وصاح منبهباً النواب، ودخل د.الفاتح عز الدين الرئيس وجلس في موقعه الجديد وأعلن بداية الجلسة التي كانت مخصصة لإيداع موازنة العام 2014م. وشهدت الجلسة حضوراً مكثفاً للجهاز التنفيذي على رأسهم نائب رئيس الجمهورية دكتور حسبو محمد عبد الرحمن وبروفيسور إبراهيم غندور مساعد رئيس الجمهورية والأمير أحمد سعد الوزير بمجلس الوزراء وبقية الوزراء، كما شهدت الجلسة حضور مساعد رئيس الجمهورية السابق ونائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب السابق د.نافع علي نافع الذي جلس في مقعده «339»، ومولانا أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان السابق الذي جلس في مقعده «69» بلبسه الأفرنجي على غير عادته التي يظهر بها عندما كان رئيساً للبرلمان. وتدافع الوزراء والنواب نحوه ليلقوا عليه السلام. * ذكرى الاستقلال: وخصص رئيس البرلمان الجديد جزءاً كبيراً من الزمن للحديث عن الذكرى ال«58» لإعلان الاستقلال من داخل البرلمان، وطلب من ممثلي الأحزاب السياسية داخل البرلمان أن يتحدثوا في المناسبة، واستهل بالدكتور مهدي إبراهيم رئيس الهيئة البرلمانية بالمؤتمر، ومن بعده رئيس كتلة المعارضة بالبرلمان د.إسماعيل حسين ووزير التجارة وممثل الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل عثمان عمر الشريف، ود.أحمد بلال عثمان وزير الإعلام ممثلاً للحزب الاتحادي المسجل، و كمندان جودة محمد ممثلاً للحركة الشعبية، وامتدت الفرص لرئيس البرلمان السابق الطاهر وآخرين من الوطني. وأجمع المتحدثون على ضرورة وحدة الصف الوطني لإعادة المعنى الحقيقي للاستقلال، وأكد مهدي تحقيق الاستقلال السياسي لكنه قال إن الاستقلال الاقتصادي والأمني والاجتماعي يحتاج إلى أن نحوض أشواطاً أخرى لتحقيقه. وبدأ رئيس البرلمان السابق غاضباً من حديث أحد كتاب الأعمدة في الصحف اليومية الذي ذكر أن استقلال السودان تم بالاتفاق بين حكومتي بريطانيا ومصر، واعتبر الخطوة تبخيساً لدور القوى الوطنية التي ناضلت من أجل الاستقلال. * اعتذار: وطالب رئيس كتلة المعارضة إسماعيل حسين الحكومة بالاعتذار للذين صنعوا الاستقلال عن تقسيم البلاد، وقال ينبغي أن نعتذر لأجدادنا الذين أورثونا الوطن مليون ميل مربع، داعياً إلى ضرورة أن تكون المناسبة لجرد الحساب والمساءلة والتسامي عن الخلافات. فيما دعتت القيادية بجبال النوبة ورئيس لجنة الإعلام بالبرلمان عفاف تاور الحركات المسلحة بالعودة للحوار، وقالت إن القبلية التي أرجعناها أقعدت السودان وأصبحنا نحمل السلاح في أوجه بعضنا البعض، ولا يهمنا غير كراسي السلطة. * نافع والمذكرات: تلقى د.نافع كثيراً من المذكرات الداخلية ليقرأها ويدخلها في جيبه. ترى من هم أصحاب المذكرات وماذا تحوي؟! بعد ذلك أودع وزير المالية والاقتصاد بدر الدين محمود مشروع موازنة العام 2014م والقوانين المصاحبة لها. وبدأ الوزير خطابه بأن الله ابتلاه بولاية المال العام وطلب من الله أن يعينه عليه، وأن يكون قوياً بقوة الحق على حمل أمانة التكليف، مركزاً على اليقين، وقال أرجو أن لا تكون أمانة ولاية المال العام فتنة وأن نحملها بحقها. * مشاهدات: * شهدت الجلسة حضوراً مكثفاً للنواب، قال رئيس البرلمان إنه قدر بنسبة 82% واعتبره احتفاءً بالوزير الجديد للمالية. * جلس الوزير في غير الوضع المعتاد أن يجلس عليه الوزراء عند تقديم تقريراتهم للبرلمان. * غياب النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية عن الجلسة الذي أكد رئيس البرلمان السابق بأنه سيعود نائباً برلمانياً.