ونعني بها هنا المتاحات الماثلة في التعاطي اليومي أو الاستراتيجي الأفقي أو القياسي وذلك في المجالات الاجتهادية.. أما المنصوص عنه قرآناً أو حديثاً أو إجماعاً مرحلياً فهو تحكمه ضرورات الحكمة والتوجه.. ولنا أن ننظر حولنا وبين أيدينا ونجري المقارنة فرادى وأسراً وجماعات وقطاعات متخصصة ومنظمات مجتمعية ودولة بمؤسساتها.. وعلاقات إقليمية من حولنا ثم العالم المتلاحم المتلاطم العجيب.. فيتبدى لنا من الحياة رؤاها: 1. الثقافية والابتكارية 2. الاجتماعية 3. السياسية 4. الترويجية والرياضية 5. البيئية والجمالية 6. الإعدادية والجهادية 7. الإخبارية والإعلامية 8. الثقافية والتنسيقية 9. التقاطعية والسفرية التجوالية 10. الجلوس والتروي.. ثم.. ثم ومن هنا ومن منطلقات التجارب نجد أن كل مقارنة نجربها يقول كتابنا الخالد فيها (وما فرطنا في الكتاب من شيء..) أي القرآن وأينما وقفنا وأجرينا التلاقح وجدنا كذلك أن مرجعيتنا أمين وأقوى من غيرها من (الخيارات) ولأننا مأمورون بشأن الدنيا والآخرة معاً.. إذ المجتبى (صلى الله عليه وسلم) يقول (ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لديناه.. حتى يصيب منهما جميعاً.. فإن الدنيا بلاغ إلى الآخرة.. ولا تكونوا كلاً على الناس) وكذلك نعضد ونزيد بحديثه الآخر (صلى الله عليه وسلم) (أعظم الناس هماً المؤمن... يهتم بأمر دنياه وأمر آخرته) فوصفنا لكم- قرائي الأعزاء- هذا النسق لنقول إن العالم القريب من حولنا أو البعيد تتلاطم أمواجه ونحن أُمرنا ووجهنا بالكياسة والفطنة واليقظة لا أقول نحن في السودان فحسب..! ولكن في الدنيا كلها.. وكمسلمين (المؤمن كيس فطن) فإذن كيف يتمايز سفرنا وكتابنا السياسي منذ مئات السنين.. حتى استقربنا الحال كدولة سودانية (إسلامية).. رغم توارد الخواطر هنا ثم هناك.. ويجري علينا أيضاً النسق الاقتصادي مع تداعيات الأسهم العالمية ليمشي علينا موجهاً.. حتى هتفنا يوماً فقلنا وقال شاعرنا (عبد الحليم) (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع..) ثم هتفت قرانا بمحلية القولد بالشمالية (داون.. دوان U.S.A لا دولار أفتر Day) وهم يقرأون آيتهم الكريمة النابهة (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) فها نحن والحمد لله رب العالمين تجاوزنا التحدي الظرفي.. ولا يقال ذلك للمماحكة السياسية وإنما الواقع يقول.. فأنظر ماذا ترى.. وإن انفتح النطاق..! وسرت أنفاس التقارب في الحكم والسياسة تطلب ذلك أن نُحكِّم الشورى وما شا بهها كالديمقراطية والتحاورية والتوافقية وما إلى ذلك.. ثم إن تعدت فصائل على أجواء الحرية والتعايش.. وخرجت فأحدثت إخلالات أمنية فإن المزاج الجغرافي والخدمي وإنعكاسات التبادلات الدستورية وتحريك المقاعد.. كل هذا قد يكون سبباً للخروج عن الهيبة وعن النظام.. لكن تظل النصيحة هي الأوفق والأجدى.. ولا نقول هذا لأن أيدينا على بعضها مع نظام الانقاذ.. ولكن نقول بأن تحدي المرحلة يجعل خيارنا هو أن نجمل خياراتنا (العشرة) هذه في (أربع) مصفوفات مرحلية هي (أولاً) المجتمعيات القياسية العرفية السودانية.. وألا ندعها تذوب أو تضطرب أبداً.. ويكفينا مثلاً (السعيد من أتعظ بغيره) إذ الذي يجري بالدول العربية بالذات.. وليست الأوربية أو الأمريكية أو الآسيوية .. إذ بها هي هدوء وتقذفنا نحن بالأدواء والعلل.. ثم الخيار (الثاني) التناغم السياسي والقياسي فيه (رب هب لي حكماً والحقني بالصالحين) وكذلك: (.. أجعل لي وزيراً من أهلي* هرون أخي..) والعلم والدراية هي الزاوية المتينة و (ثالثاً) النظافة والخدمات والتعاون على البيئة- (إنما النظافة من الإيمان) كما أثبت المصطفى صلى الله عليه وسلم أما (رابعاً) الإعداد والتأهب إذ يقول صارمنا البتار (صلى الله عليه وسلم) (ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا) وأنتم قد قال شاعركم- كما نكرر دائماً- قال: كونوا جنوداً فللجندي حرمته ولا تجعلوا للكراسي بيتكم قيما ذودوا عن الوطن الغالي وعزته وجنبوه الردى والكيد والنغما فهذه- أعزائي- تحديات.. ولكم كل الخيارات.. والله أكبر.