استجابة لنداء الدكتور عثمان أبو القاسم هاشم الذي استضيف في برنامج بمنتهى الصراحة اعداد وتقديم الاعلامي القدير الأستاذ خالد ساتي والذي يبث عبر قناة الخرطوم الفضائية المتميزة والمثقلة بالهم الوطني والعاكسة لقضايانا الوطنية بكل صدق وبمنتهى الصراحة لهم التحية وخالص التقدير. رمى الدكتور عثمان أبو القاسم حجرًًا في بركة ساكنة وفتح باباً واسعاً لكل أهل السودان وبخاصة شعب مايو الأصيل المشبع بالوطنية والمسكون بحب هذا الوطن وله من الفكر والبرامج ما لا يوجد في كل بطون الأحزاب والتنظيمات السياسية التي تصارع الآن من أجل السلطة والثروة بأن ثورة مايو هي من أعظم الثورات صدقاً ونجاحاً ويكفي أنها لم تفرط في شبر من أراضينا.. حاربت منذ بواكيرها الحزبية والطائفية والجهوية والقبلية وحذرت كثيرًا من تفشي العنصرية فبذرت بذور الوطنية كأول نواة لتنمو وتترعرع في عقول الطلائع والكتائب والشباب من الجنسين، وفي دواخل هذا الشعب الذي ما زال يحفظ الجميل والوفاء والشكر الجزيل، ويترحم على من رحلوا ويدعو بالخير لمن هم على قيد الحياة «حفظ الدهر حسن سيرتهم ما بها حطة ولا درن».طرح الدكتور عثمان فكرة تنمية وتطوير العمل التعاوني نافياً اعتقادًا يشيع بأن هذا الوطن ما هو الا ضيعة يمتلكها حزب المؤتمر الوطني وعلى هؤلاء ان يراجعوا أنفسهم ويقرءوا هذا الواقع من جديد، ومن ثم يقتحموا مجالات العمل الوطني بدون الرجوع لمؤسسات المؤتمر الوطني فلماذا نتوهم بأن من يجرؤ على أداء عمل ينتفع منه الناس سيحارب وتصادر أملاكه، وربما يعرض نفسه للمساءلة أو المحاكمة هذا الفهم الخاطيء تسبب في خلق الكثير من الأزمات والحروب نتيجة لتصرفات بلهاء جعلت الناس يجلسون على دكة المتفرجين لايبالون بما يحدث لوطن يئن ويتوجع فما العمل اذا ما وقع فريسة في ايدي الطغاة والخونة العملاء هل سيشفي ذلك من في قلوبهم مرض ومن سيشمت على من؟ والمايويون يؤمنون بدروهم الوطني الذي يفرض عليهم متابعة ما يجري في الساحة السياسية من صراعات تجعلهم يتفاعلون مع كل الملفات ومع القضايا الأساسية المتمثلة في الوحدة وفي استتباب الأمن والاستقرار اعلاء للقيم الوطنية والانسانية ودفاع عن الحرية وسعياً وراء مطلب الديمقراطية الحقيقية وبناء دولة القانون وها هم المايويون يسعون للالتقاء بقياداتهم التاريخية وبمن ساهموا في ترسيخ فكر الكيان المايوي، والآن يدعون لاجراء حوارات فكرية، لاستخلاص الدروس واستلهام العبر، ليرسموا خارطة طريق تشارك فيها جميع النخب والقوى السياسية الوطنية وتترجم هذه المفاهيم على أرض الواقع ومن هذا المنبر أناشد كل من عاصر حقبة مايو وترك بصمات في شتى مجالات العمل الوطني أن يمد يد العون من أجل هذا الوطن الجريح المحارب من بني جلدته والمهدد من كل أطرافه وعلى الجميع ان يتحدوا وينبذوا كل الخلافات المدمرة ولابد من الوقوف على متطلبات المرحلة القادمة حفظاً لحقوق الأجيال المتعاقبة وخلق مناخ صالح وفق قانون يكفل الحقوق والواجبات لكل شعب السودان بعيدًا عن الجهوية والقبلية وعن سياسة التمكين. هذا ما يدعوني بأن اتوجه بهذا النداء لكل الشرفاء المخلصين وبخاصة الذين ساهموا في بناء هذا الوطن وبنفس هذا النداء اناشد جميع القيادات التي سجلت أحزاباً تحمل فكر مايو ونهجها بأن يلتقوا حول تنظيم واحد بكل تجرؤ رغم المتغيرات السياسية والاجتماعية والتربوية والصحية والتي كان لها الأثر المباشر في طمس الهوية السودانية. فتح الباب على مصراعيه للمشاركة وللمناصحة والتصويب ثم لماذا تعلق مصلحة هذا الوطن على شماعة الامكانات ما دمنا نسعى لخيره وخير أمته(وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق) اليوم هي فرصة لتتكاتف الأيدي وتتوحد الإرادة ما دمنا قادرين على العطاء وعلينا أن نشمر عن السواعد وننخرط جميعاً في هذا الكيان الجامع تنظيم تحالف قوى الشعب العاملة ونرفض وبشدة المزايدة على هذا الوطن والمتاجرة باسمه وينبغي ان يكون السودان هو همنا وقبلتنا ومن أجله نقاتل كل معتد أثيم فالمايويون معروفون أينما كانوا هم الزلازل والبراكين والسيول والموج الهادر فكرهم متجدد على مر العصور والأزمان وانجازاتهم في الحفظ والصون بعد أن فشل من كانوا ينادون بكنس آثار مايو ثم سمعنا من أشاعوا بأن الانقاذ هي مايو 2 ضحكاً على الدقون واستخفافاًً بالعقول فمايو لم تأت متلفحة بثياب الواعظينا ولم تكذب أهلها قط، وعدت بالأمل وعاهدت بالصدق وقولها كان انجازًا وعملاً كانت مايو مبنية على الفكر الناضج والفطرة السليمة وشكلت لها المباديء درعاً واقياً يراعي مصالح البلاد العليا، ويحفظ الأمن والاستقرار، وربما نجد من لا يعرفون حقيقة ثورة مايو بمعناها الصحيح رغم ان البعض يحتفل بها كذكرى عابرة دون التوسع في ادراك معانيها وفهم مقاصدها، فدخلوا في مطبات ومنحدرات وتناقضات ومغالطات، ما كان ينبغي أن تحدث لو راجعوا فقط ميثاق العمل الوطني والنظام الأساسي وقانون الحكم الاتحادي المحلي ليعرفوا لمن كانت السلطة، وهناك أشياء كثيرة قد لا نحسها إلا بعد أن نفتقدها، ونتحسر عليها فيا أيها المايويون ان التجارب المريرة والمهددات الخطيرة التي يمر بها هذا الوطن كفيلة بأن تجعلنا نتوحد ونضع أيدينا فوق بعضها البعض حرصاً منا على وحدتنا وانحيازًا لارضنا ولشعبنا وعذرًا للذين يحاولون النيل من شعب مايو أو ينسبون العيوب لقادتها، ويلبسونهم ثياباً ليست على مقاسهم وكلها اشاعات.. الغرض منها تشويه السمعة وتضليل الرأي العام.. وإثارة الفتن.. ولكن التاريخ لا يحابي ولا يجامل وسيظل شاهدًا على أبطال كتبوا في سجلات الكبار أساسهم فكرًا نيرًا أُعدَّ بعنايةٍ متضمناً لكافة الحلول المنطقية، ولكل قضايا السودان، ومن غير المايويين يستطيع أن يجيب على السؤال الآتي: (كيف يحكم السودان؟).. ومن غيرهم عبد طريق التنمية والبناء والتعمير!! وكفل العيش في سلام ومنح القبائل حق التمتع بالحرية والتعايش السلمي في وطن ما زال قادرًا بأن يسع الجميع إذا خلصت النوايا، وتوحدت الإرادة، وقويت العزيمة، وشفا الله الجميع من داء السلطة والثروة فلماذا نعيب غيرنا والعيب فينا.. وليس ببعيد أن نعيد لمايو سيرتها الأولى بإذن الله.