الإعلان الصريح لحكومة الدولة الجنوبية بإعتزامها إبتعاث وزير خارجيتها برنابا بنجامين لزيارة الخرطوم اليوم والتي تتعلق بالازمة الراهنة في بلاده تفتح الباب علي مصراعيه للسودان كي يدخل وبشكل صريح في الازمة الجنوبية الخانقة التي أقعدت جوبا علي شفا هاوية ووصل الإقتتال بين الاطراف المتصارعة مرحلة متقدمة وصلت مرتبة أن هزت الإنفجارات جوبا وهي خطة مليئة بالذكاء الماكر إبتدعها خصم النظام الجنوبي رياك مشار ففي الوقت الذي إبتعث وفداً من جانبه للتفاوض في اديس ابابا واصل مقاتلة حكومة سلفاكير واعلن إعتزامه السيطرة علي العاصمة لانها مركز الحكم الواضح في رؤية جوبا لموقف الخرطوم من أزمتها إيجابي وبصورة كبيرة قد تبدو ليست متوقعه وقد أقر الجنوب بذلك عندما قال علي لسان الوزير برنابا بنجامين قناة (إسكاي نيوز) أن الخرطوم تبذل جهوداً إيجابية من اجل المصالحة بين طرفي النزاع في بلاده. زيارة برنابا تجئ في توقيت مهم خاصة وان مباحثات بلاده مع خصومها يكتنفها الغموض ولا تزال متأرجحة فالأجواء في غرف التفاوض متذبذبة رغم أن الوساطة أبدت تفاؤلها وسبق ذلك إعلان الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت عدم نيته إقتسام السلطة والثروة مع مشار ولعل ذلك مادفع الاخير للضغط علي جوبا وتقارير صحفية تشير إلي سيطرة قواته علي أربع مناطق غربي جوبا. الفرصة الان لاحت للحكومة لتأكيد الثقة التي منحتها إياها جوبا حيث أكدت ان الخرطوم تسعي لتقريب وجهات النظر بين سلفاكير ومشار وهي سانحة ذهبية يمكن أن ترفع من أسهم الخرطوم في المحيط الإقليمي خاصة وأن دولاً مثل يوغندا أحرقت كرت الحياد منذ وقت مبكر وأعلنت وبشكل سافر دعمها لنظام سلفاكير بل وحركت طائراتها تجاه معاقل قوات مشار كما أن استنجاد جوبابالخرطوم سيجعل الاخيرة في وضع دبلوماسي مريح يعلي من كعب السودان في المحافل الاقليمية والقارية ويدحض توتر علاقات السودان والجنوب التي حاولت جهات عديدة الإستثمار في أجوائها طيلة ا فترة السابقة كما ان ثقة جوبا في الخرطوم ستقود الي خلق ارضية مشتركة بين البلدين شريطة نهاية الازمة الجنوبية علي الوضع الراهن بأن يبقي سلفاكير علي سدة الحكم وهو الإتجاه الشرعي الذي يدعمه المجتمع الدولي خاصة وأن شروط رياك مشار بدأت تتقلص من وقت لاخر ومن اعلي سقوفاتها بالمطالبة بتنحي كير والإشتراط بالتفاوض معه ليس بقبعه الحكومة إلي تفاوض مباشر تجري أحداثه في اديس ابابا. لكن بالمقابل فإن حيادية الخرطوم ظلت محل تقدير من جانب خصوم جوبا ، فحتي الان لم يبدر من جانب رياك مشار مايشئ بالتشكيك في مصداقية الخرطوم تجاة مايجري في الجنوب حيث كان إعلان الخرطوم المبكر بان مايجري شاناً داخليا له اثر في نيل الحكومة لاحترام الاطراف المتصارعة علي السلطة في الجنوب علاوة علي أن زيارة الوزير الجنوبي للخرطوم ستجعل الاخيرة في وضع المقدمة فيما يلي مجموعة (الإيقاد) التي تقود التفاوض الان سيما وان كثيرون إنتقدوا تحرك الخرطوم تحت غطاء الإيقاد لجهة إيمانهم أن الخرطوم في علاقتها جوبا جديرة بان تقود تفاوضاً منفرداً مع الفرقاء الجنوبيين سيما وان الطرفين ليسوا بغريبين علي الحكومة خاصة رياك مشار الذي كان مساعدا للرئيس المشير البشير ووصل الخرطوم قبل سنوات من وصول سلفاكير تحت مسمي إتفاقية الخرطوم للسلام في التسعينات عقب خروجه علي زعيم الحركة الشعبية الراحل د. جون قرنق. الخرطوم مطالبة بالإستمرار في ذلك الموقف الحيادي حتي بعد وصول وزير الخارجية الجنوبي كما أنه من المهم جدا ان تكون كافة تفاصيل الزيارة علي فوق المنضدة كما قالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة الزعيم الازهري د. فاطمة العاقب التي قالت في حديثها ل الانتباهة أن الحكومة مطالبة بالتحرك بشكل اكبر حيال مايجري في الجنوب لجهة أن مايحدث هناك يلقي بظلال سالبة علي الاوضاع في السودان خاصة علي الحدود بين البلدين. ومهما يكن من امر فان جوبا منحت الخرطوم هدية في توقيت مناسب ينبغي قبولها والترويج لها فالي حد كبير ظلت الحكومة ولسنوات طويلة تستنجد باطراف عديدة في كثير من مشاكلها خاصة في دارفور وهاهي الصورة بدات تتغير الان.