رحب عدد من القوى السياسية بمبادرة الحكومة القاضية بإعلان العفو العام عن كافة متمردي جنوب كردفان حال انضمامهم للسلام، مشيرين إلى أن الخطوة تساهم في إحلال السلام وتحقيق الأمن والاستقرار، لافتين النظر إلى أن المبادرة حال إنزالها لأرض الواقع ستنهي الحرب بالولاية التي قضت على مشاريع التنمية ودمرت البنيات التحتية وقتلت وشرددت الآلاف من الأبرياء العزل من المواطنين، مشددين على أهمية أن تكون الحكومة صادقة وجادة في طرحها حتى تحقق المبادرة أهدافها، وأشارت ذات الأحزاب إلى أنها ستدعم المبادرة لأنها تساعد في إيقاف نزيف الدم. في وقت تحفظ فيه المؤتمر الشعبي على المبادرة واعتبرها لا قيمة لها ولن تحقق السلام في الولاية. وقال بشارة جمعة آرور الأمين السياسي لحزب العدالة في تصريح ل «آخر لحظة» إن حزبه يرحب بأي خطوة تنهي الحرب في جنوب كردفان وتعمل على إحلال السلام وتحقيق الأمن والاستقرار، وأضاف «كفانا حروب وتشرذم»، داعياً حاملي السلاح للاستجابة لهذه المبادرة والاحتكام لصوت العقل والجلوس للتفاوض مع الحكومة بغية الوصول إلى سلام شامل. مبيناً أن المبادرة تتطلب توفير الثقة والجدية من الأطراف حتى تفضي إلى نتائج إيجابية، وطالب بشارة بضرورة إعلاء الشأن الوطني وتقديم المصلحة الوطنية العليا على الذاتية والحزبية الضيقة، وزاد آن الأوان لأن توقف الحرب في المناطق والولايات المأزومة. وفي السياق تحفظ أبوبكر عبد الرازق أمين أمانة الفكر والدعوة بالمؤتمر الشعبي على المبادرة لأنها تستهدف أشخاصاً ولا تتعامل مع حاملي السلاح باعتبارهم أصحاب قضية سياسية تتعلق بمطالب حقيقية في التنمية والعدالة والمساواة والحرية واحترام حقوق الإنسان، لافتاً النظر إلى أن إعلان العفو يمكن أن يعمق الجراح أكثر من يعالجها، وقال ينبغي للحكومة أن تطرح الحوار وليس العفو وتقدم بعض التنازلات من أجل الوصول إلى تسوية ترضي الطرفين.ومن جانبه أكد القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل» علي نايل إن حزبه يدعم أي مبادرة تساهم في إحلال السلام في السودان، واعتبر مبادرة العفو عن متمردي جنوب كردفان بمثابة حسن نية الحكومة تجاه حاملي السلاح، مبيناً أن هذه الخطوة من شأنها أن تنزع فتيل الحرب والاقتتال الدائر في الولاية والإسهام في مشاريع التنمية.