الحديث عن أفضلية معسكر الهلال على المريخ أو العكس، أصبح حديثاً للاستهلاك والانصراف فقط عن قضايا أهم، ومقارنة المباريات الودية التي خاضها كل فريق بدوحة الخير، لا فائدة منه على الإطلاق، والحديث عن إحراز المريخ لهدف وحيد في أربع مباريات وعدم خسارة الهلال في ثلاث مباريات، مقارنة لا يسندها المنطق ولا يقبلها العقل.. لأن الإعداد هو للإعداد، فاز الهلال أو خسر المريخ . والفريقان الآن في الخرطوم، بعد أن وصلا تباعاً من الدوحة التي كانت محط أنظار كل السودان واليوم كل العيون مركزة في أم درمان.. وصل المريخ أمس الأول.. وأمس عاد الهلال.. فالحمد لله على سلامة العودة.. وكل الذي نرجوه أن يكون الفريقان قد حققا الفائدة وعادا غانمين، ليسعدا أنصارهما الذين أحسنوا وداعهما واستقبالهما. لا حديث وسط جماهير الهلال والمريخ إلا عن أفضلية فريق كل منهم على الطرف الآخر، وهذه الثقة، والتفاؤل جاءا كوليد شرعي للأخبار المتواترة من الدوحة.. وما قاله مدربا الفريقين.. ما حدث في الدوحة أصبح من الماضي.. فالدوري سينطلق الأسبوع المقبل وسيقف الناس على الفائدة التي جناها العملاقان من معسكر الدوحة. وإذا تحدثنا عن الهلال والمريخ لا يمكن أن نتجاهل الأهلي شندي والخرطوم الوطني بعد أن عسكرا في القاهرة وخاضا مباريات متدرجة ومفيدة بعيداً عن نتائج تلك المباريات.. فالأهلي شندي لعب مباريات على أعلى مستوى أمام الأهلي بنغازي والإسماعيلي والقناة والترسانة، وعرف الجهاز الفني أين وصل فريقه من الإعداد واعتقد أن الأهلي شندي الذي له شرف إشعال التنافس في الممتاز في الموسمين الماضيين، سيكون له شأن آخر هذا الموسم، وسيشكل خطراً حقيقياً على الهلال والمريخ خاصة في ظل الاهتمام الذي يجده من إدارته وراعيه صلاح إدريس مع كفاءة عبدالمهيمن مدير الكرة الذي يعتبر كلمة السر في استقرار الفريق. وما ينطبق على الأهلي شندي ينطبق على الخرطوم الوطني الذي عسكر بالقاهرة ولعب مباريات متدرجة وقوية ساعدت مدربه مصري حمزة الجمل على التعرف أكثر على إمكانات لاعبيه، وباقي أندية الممتاز كثفت من تحضيراتها وأدت عدداً من التجارب الودية، ولن تقبل بدور الكومبارس واعتقد أن هلال الفاشر سيقول كلمته في الدوري وكذا الرابطة كوستي التي استفادت من دروس هبوطها الموسم قبل الماضي وعاد هذا الموسم أكثر قوة. يبقى الحديث عن أفضلية إعداد فريق على فريق من باب التذكير فقط.. فالدوري على الأبواب وسينطلق يوم الثلاثاء وكل الأندية رفعت شعار «الميدان يا حميدان».. وكل فريق يطمع في نقاط المباراة الأولى من أجل كسب الدعم المعنوي والجماهيري.. وسيتدافع الجمهور إلى الاستادات لمتابعة المباريات وستكون مباراة المريخ والأهلي عطبرة هي محط الأنظار في العاصمة، يوم الثلاثاء خاصة بعد الحديث عن عالمية المريخ في الوقت الذي يريد فيه أنصار الهلال الاطمئنان أكثر على جاهزية فريقهم في مباراة الرومان مدني. وكل الذي يتمناه الوسط الرياضي ومتابعو الدوري الممتاز أن يكون التنظيم عالياً وأن تتوفق قناة «النيلين» في نقل المباريات من بداياتها، حتى لا تتكرر تجربة الموسم الماضي التي جعلت الجماهير تحتاط بأجهزة الراديو خوفاً من «الشارة الطاشة».