الدعوة التي أطلقها الرئيس البشير للوفاق والاجماع الوطني.. ظلت تتردد في كل مؤسسات القوى السياسية بدون استثناء بالاتحادي الديمقراطي الأصل كان قد تبنى مبادرة رئيسه السيد محمد عثمان الميرغني منذ عام 2008 وقام بالدعوة لها مجددًا في الأسابيع الماضية، وهي لا تختلف في جوهرها عن دعوة حزب المؤتمر الوطني، التي تقدم بها عبر رئيسه المشير عمر البشير في مخاطبته لكل الشعب السوداني مساء الاثنين الماضي بقاعة الصداقة بالخرطوم والاشكالات التي أشار اليها السيد الميرغني في مبادرته تتطابق مع كل الذي ورد في اطروحات رئيس حزب المؤتمر الوطني كما تتماشى مع أفكار رئيس حزب الأمة الصادق المهدي ولا تخالف ما تتداوله أحزاب قوى الاجماع الوطني الا في شكل النتائج التي يراها البعض في تشكيل حكومة انتقالية مرحلية ويرى آخرون عقد مؤتر قومي دستوري للحوار ، لا يختلف عما يطرحه الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، وعلى الذي أشار اليه الرئيس البشير في خطابه فالجميع يتفقون حول مبدأ الجلوس والتفاوض، والجميع لا يختلفون حول الأجندة المعنية بمعالجة كافة الاشكالات العالقة في جنوب كردفان والنيل الأزرق وتكملة سلام دارفور، بجانب عقد المؤتمر الاقتصادي الذي يعالج الفقر والتردي الاقتصادي والمعيشي وليست هناك أي تباينات خلافية حول الدستور القادم اذا اعتمدنا جميعاً بأن المواطنة هي الأساس دون تفرقة دينية أو عرقية، مما يستوجب الشروع الفوري في الاعلان عن السكرتارية المناط بها إدارة ذلك الحوار الوطني المهم وتسمية الشخصيات الوطنية المتخصصة في الاعداد والتنظيم لذلك اللقاء الجامع، بالشكل الذي تقبله كل القوى السياسة.. كما على حزب المؤتمر الوطني ان يعلن عن آليته الرسمية مطالباً كل القوى السياسية بتسمية ممثليها في الحوار الوطني، بعد أن تملكت كل تلك القوى محاور الحوار في كل القضايا العالقة التي يتفق الجميع على أهمية معالجتها بالشكل القومي الذي أشار اليه الرئيس في خطابه، وطرحته كل الأحزاب في برامجها وثوابتها الوطنية التي لا يختلف عليها احد لتبقى الخطوة التالية بعد الاعلان هي تكوين الآليات المناط بها ادارة ذلك الحوار التاريخي والمهم الذي انتظره الشعب السوداني كثيرًا.. ويتطلع الى بداية انطلاقه في أقرب وقت ممكن ودون استثناء لأحد.. فالنظريات والأطروحات الفكرية تكون اكثر فائدة وفعالية حينما تترجم على أرض الواقع بتحديد السقف الزمني لبداية انعقاد مؤتمر الحوار الجامع الذي تشارك فيه كل القوى السياسية وأيضاً الحركات المسلحة وصولاً نهائياً لمعالجة كل قضايانا في أقرب وقت ممكن لننتقل الى ما بعده.