رفع سقف المطالب والشروط قبل بدء الحوار يجهض كل مساعي الوفاق الوطني!!! ويدفع بالانقاذ بأن تبقى في مربعاتها الأولى تواجه كل التحديات والصعاب التي باتت تطوق الوطن والمواطن في كل الاتجاهات السياسية والاقتصادية والأمنية..! مما قد يؤدي في النهاية المطاف إلى الانهيار التام للدولة السودانية التي تواجه اشكالات وحروباً في كل أطرافها بعد انفصال الجنوب، وربما تقسيم جديد لما تبقى من هذا الوطن..! يجعلنا جميعاً مساءلون عنه أمام الله والشعب والتاريخ الذي لايستثني ولا يرحم أحد.. فالدعوة التي أطلقها حزب المؤتمر الوطني للوفاق تستوجب - التشجيع والدعم والمساندة من كافة القوى السياسية والعسكرية التي تقف في صفوف المعارضة باعتبار أن الدعوة للاجماع الوطني عبر الحوار والتفاوض هي الطريق الأمثل نحو الاستقرار والسلام والتحول الديمقراطي الحقيقي.. خاصة وأن هناك تجارب قد شهدت حواراً مطولاً مع التجمع الوطني الديمقراطي الذي عادت قياداته مشاركة في الحكم بعد اتفاق القاهرة عام 2005م وايضاً جبهة شرق السودان التي أبرمت سلاماً مع الحكومة بالعاصمة الارتيرية «أسمرا» لتصبح ايضاً جزءاً من نظام الحكم الحالي.. واذا اعتبرنا ان كل تلك التجارب الوفاقية الفردية قد كانت فاشلة لانتقائيتها الاقصائية لبعض القوى السياسية، فإن دعوة الوفاق الحالية هي رؤية شاملة لكل القضايا العالقة تتطلب اسهامات الجميع وبدون استثناء أو اقصاء لاحد وصولاً إلى دستور دائم للبلاد ووقف نهائي للحروبات الأهلية والاتفاق على الكيفية التي يمكن أن يحكم بها السودان، بصرف النظر عن من يكون الحاكم الذي سوف يأتي عبر انتخابات يجب أن تكون حرة ونزيهة تحت ادارة لجنة قومية ترتضيها كل القوى السياسية، وتلتزم بالنتائج ، وتقبل بمن يفوز طالما هناك دستور، وقانون يحكم البلاد قائم على حقوق المواطنة والعدالة والحريات المنصوص عليها في المواثيق الدولية التي صادق عليها السودان في أزمان ماضية.. وأما وضع العراقيل وافتعال الصراعات من قبل أن يبدأ الحوار قد يدخلنا في انفاق أشد ظلمة وتعقيداً من الذي كان، فمبدأ الحوار القادم لا يقصي احداً والحديث المتباين بين القوى السياسية حول تسمية حكومة ما بعد الوفاق بأنها (انتقالية أو قومية) فهذا حديث سابق لأوانه ومتروك للحوار والنقاش المستفيض، بعد ترتيب الأجندة المتفق عليها وفق الجدول الزمني للحوار والآلية المناط بها الادارة والتي يجب أن تكون ممثلة لكافة القوى السياسية دون انتقاء أو اقصاء لمجموعة.