منذ عدة سنوات وحتي هذه الأيام ، نشطت اطروحات عن لجان للنظر في تكلفة المعيشة في إطار تحسين الدخول خاصة الحكومية والشبه حكومية منها- إذ انها عموماً مرشد لباقي القطاعات - ورغم أننا نسمع دوماً عن رفع أدني مرتب وتحسين للمرتبات ووعود كثيرة أخري ..تحقق بعضها ، ولكن لا أظن أن ذلك ، سيضيف كثيراً لإستيعاب ما هو عليه الحال الان من مفارقات-إرتفاع تكلفة المعيشة الجانح، إذ أنها أرتفاعات غير مطاقة وغير مفهومة ولا(معقولة) ، و تتضاعف في ظل تحرير الاسعار الذي هلك النفوس (والناس لا تريده )، ولم يجنٍ الكثير حكمته حتي الان. أ ظنه فشل أو فشل تطبيقه فلم يأت قط إلا بنتائج غير حسنة وسلبية سنين طويلة . لكن يبدو او قل مؤكد أن هنالك خلل ما كبير في أمر( المعايش) يستلزم الوقفة الفاحصة لما عليه الأمر في الغلاء المتزايد ومسبباته ، و الدخول المنهزمه امامه - والامر ربما (يجر) لمواضيع أخري كثيرة ،تمس كل الصرح الإقتصادي والأمني والسياسي وغيرها، بذلك ينبغي ان نفهم المسألة جيداً. فلنجعل بعض مدخلنا لمحاولة فهمها ، لقطات من مشاهد سابقة معاشة وليس تنظير ولا تخطيط بحسب أن الوضع كان مقبولاً أو أكثر قبولأً، فالرجاء ان تستميحونا عذراً لنجري مقارنة بين الماضي والحاضر ،لا حباً في التغني علي الماضي الشيء الذي ربما يحلو للبعض ، بل من باب أنه لابد أن نكون مستبينين سيرنا علي خطي متوازنة الي الامام وليس للخلف ونحن كثيراً ما نتكلم بأننا ننشد الاسلام فنعلن رايات عالية إسلامية لا تستبيح المسائل السالبة والغير عادلة والظالمة ، ننشد الامانة والمساواة والعدالة والشفافية والعفة ،.فهل نحن فاعلون . في الماضي القريب الذي قد يذكره الكثير خاصة (ناس شؤون العاملين ) كان هنالك نظام هيكلي مالي دقيق في دنيا الدخول الحكومية عادل غالباً لذوي الدخل المحدود ، يبدو أنه كان أكثر توازناً ومعقولية وأكثر شفافية ، إذ أن الشفافية فيه كانت واقعاً وليس شكلاً - حتي أنه لا يرد ذكرها كثيراً أو قليلاً -. وكان واضحاً جداً للبسطاء أو قل( للعاملين) معرفة راتب الشخص ومخصصاته (أي زول) حتي الوزراء والوكلاء ، إذ لم يكن ذلك سراً ولا عطاءً خاص له حسابه الخاص ( ولا دخل من المال الخاص أو المجنب) ، بذلك لايخفي علي معظم العاملين . وليس هنالك مؤسسة بها إعتبارات خاصة تجعل راتب أبنائها عشرة مرات (قدر) اخري. وليس هنال أيضاً مؤسسة تجعل بعض العاملين فيها في نفس الدرجة متفاوتين فيما يعود للجيب بما يجعل الاول صاحب عمارة او عمارات والاخر غير ذلك . فلم يوجد ذلك إلا قليلاً. وطبيعي أن يكون هناك بعض الاستثنآت . بالتقريب كانت نسبة أعلي مرتب (الوكيل) لإدني مرتب (وهواول السلم الدرجة الأخيرة الوظيفية)- كانت النسبة حوالي (17 إلي 1)بالتقريب -سنوياً 108- 1700 -ج س مع العلاوات، وليس هنالك دخل آخر . ولذلك كانت الفوارق بين دخول الناس ليست كما هي عليه الان ، دون مبرر مقنع ودون نسبة مؤسسية .وكانت تباعدات احوال المعيشة غير شاسعة علي الاقل بين قطاع كبير من الناس (طبقة وسطي( عريضة ،.فكان معظم الناس علي إستطاعة ما ، للمعيشة ولتعليم أبنائهم- علي مستويات متقاربة مفهومة لم يكن الأمر كالآن كل العيشة مكلفة أي شئ -سوق تعليم علاج - لم يكن هنالك (زحمة) تعليم خاص علي كل الارض ولا قبول خاص ولا درس خاص ولا مذكرة خاصة ولا مستشفي خاص ولا حج فاخر ولا سكن فاخر ولا ساندوتش جامبو .. ولا أمجاد... (ولا فساد). .فكان ذا الدخل البسيط علي قدرة ما ، لمعالجة عثراته علي مستواه بما يستر الحال ويعشي العيال . و بذلك كان ذا الدخل المحدود يحتفظ في المجتمع بموقع مقبول ، و كان موقعه في تعليم أبنائه موقعاً ميسوراً بل أمامياً فخلق له ذلك مزيد من الاستقرارالنفسي والقبول الاجتماعي ، إذ كانت فرص التعليم متساوية ومتكافئة حقيقة وشبه مجاني واقعاً وليس (تلفزيونياً ولا إزاعياً ولا خطابياً ولا ولا ). فكان المجتمع متراضياً وراضياً . وكاد الناس أن يؤمنوا بأن التعليم أصلا لابناء المساكين .وكادوا الآن ان يؤمنوا بل يؤكدوا أن التعليم ليس لابناء المساكين طب خاص 40 مليون - للأعضاء فقط) ,إذ لا يسهل الان لغير فئة قليلة جدأً من الأسر ممن ليس من ذوي الدخل (الغير محدود) أن تكمل تعليم أبنائها وهي علي محافظة علي موقعها الإنساني الإجتماعي دون حرج ودون أن تكشف عن ساقيها ودون ودون. .(انتهي) نحس أن المعاناة ضاغطة بإستمرار في المعيشة ، في التعليم ، في اللبس ، في المواصلات ، وأن الشقة الآن بين طبقات المجتمع في تباين مطرد بسبب تباين الدخول بدون أسباب مقنعة ولاسباب تباين الفرص الغير متيحة حقيقة للمساواه المساواه بين الجميع مهما قيل وقال - .والأصل أن المسلمين سواسية وأن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ، ماله حرام وعرضه حرام ..... . ختاماً علينا توخي وتبني تفعيل التمسك بالمبادئ والسلوك و السياسات الرفيعة مستهدفين عقيدة و عدالة وشفافية فيكون هنالك توازن دقيق في تصرفاتنا كلها و تصرفنا في أموال الدولة و التعامل مع العاملين في الدولة ولا يصح التمييز وأن نغدق الاموال في مواقع معينة أولمن نريد منهم إنتماء أو ولاءً خاصاً ولماذا هذا الولاء الخاص ،الولاء لله وللوطن ، والتوفيق بالله وهو المستعان. معاشي