وما زلنا في حوش الإذاعة.. وما زلنا نستمع في أسى وأسف لكلمات الدكتور أمين حسن عمر الذي خاطب الشعب كل الشعب.. الناس كل الناس من قمة الهملايا وهو يرى أن المستمعين إليه من جماهير هذا الشعب وكأنهم نمل يدب بين الصخور أو قطيعاً من البهائم والسوائم.. قال دون أن يطرف له جفن لم نخطيء في حق الشعب ولا الوطن.. لن نعتذر لأن الاعتذار تتبعه عقوبة.. وها نحن نتصدى في عقلانية وبسالة لنفند كل حرف طار في إهمال ولا مبالاة في الفضاء من حديثه الغريب.. نسأل الرجل أولاً.. لم الخطاب أصلاً.. والخطاب هنا هو خطاب السيد رئيس الجمهورية الذي ترقبه الشعب طويلاً.. وسؤال آخر لماذا كان جوهر الخطاب بل الهيكل الذي قام عليه الخطاب هو الإصلاح؟؟.. أليس ذلك اعترافاً ضمنياً بالأخطاء التي اقترفتها الانقاذ.. وسؤال آخر.. إذا كانت كل الأمور هي تمام التمام.. وليس هناك أبدع مما كان إذا كان الأمر كذلك فما الداعي أصلاً لوثيقة الإصلاح؟؟.. وهل وطن كما إمارة ماناكو.. أو مقاطعة بافاريا حسب ظن وتوهم الدكتور هل وطن كهذا يحتاج إلى وثيقة أو وثبة أو اصلاح حال.. أم أن الدكتور لبعده عن جماهير الشعب المطحونة الفقيرة البائسة التي تكافح البقاء على قيد الحياة وتصطلي بنيران الغلاء وسعير المعاناة يظن أنها تحيا وتعيش الحياة مثلها مثل تلك الطبقات المترفة المتقلبة في كفوف الترف ورغد الحياة وسهولة العيش بل ثراء وروعة الأيام. أحبتي.. «بقلب قوي» أقول إن حديث الدكتور أمين يناهض تماماً كل أركان القضايا التي طرحتها وثيقة الاصلاح.. إن حديث الدكتور يصادم تماماً كل الذي ورد في تلك الوثيقة.. تحدثت الوثيقة- وثيقة الاصلاح- عن مرتكزات اربع رأت الانقاذ أنها في حاجة ملحة للاصلاح والمراجعة حتى تستقيم الأمور.. تحدثت عن السلام.. وذلك يعني الاعتراف العلني والمدوي بأن سماء الوطن تحتشد بألسنة اللهب و سحب الدخان.. اعتراف بأن لغة القنابل والمدافع وغابات مواسير البنادق كانت بديلاً حزيناً للغة التركتورات والحاصدات والدقاقات في أجزاء عزيزة وغالية من أرض الوطن النبيل.. وهذا ما يجب تصحيحه فوراً وحالاً وتواً.. صحيح أن المسؤولية مشتركة بين الحكومة وحاملي السلاح ولكن يجب أن توصد الأبواب أمام الرياح الشيطانية التي هبت لتضرم نيران الحرب وتزيد لهيبها ضرام.. وهذا ما أكدت الحكومة انها بصدد تصحيحه وأعلنت جهراً وعلناً أنها سوف تفاوض حتى الذين يحملون السلاح.. وتلك يا دكتور أخطاء واجبة التصحيح تحدثت وثيقة الاصلاح عن الحوار مع القوى السياسية وهذا فتح جديد في نهج الانقاذ.. انه تصحيح لوهم كبير عاشت فيه الانقاذ وعشعش في صدور الأحبة في المؤتمر الوطني وهو انهم وحدهم من يحتكرون الحكمة ويحتكرون إدارة أمر البلاد والعباد وأن بقية القوى الوطنية الأخرى عليها السمع والطاعة وفي أحسن الأحوال الجلوس على الرصيف والفرجة لقافلة «الإخوان» التي ظلت تسير في بيدٍ دونها بيدُ لمدى ربع قرن من الزمان.. وهذا يا دكتور من ضمن الأخطاء التي تنكرها مثل الذي ينكر ضوء الشمس من رمد وهو أمر واجب التصحيح.. ثالثاً.. كانت من ركائز أو محاور الوثيقة أوالوثبة هي المشكلة الاقتصادية وهذه نحدثك عنها غداً وفي ختام حديثنا إليك وفي خاتمة حصادنا البائس من ذاك المؤتمر الاذاعي الفقير. بكره نتلاقى