اكثر المتشائمين من جماهير المريخ لم يكن يتوقع ان يسقط الفريق بمثلما حدث عشية امس الاول على ملعب الخرطوم عندما تواضع الأحمر وبدأ كسيحاً وعاجزاً عن مجاراة كمبالا سيتي الفريق الذي إن رضي البعض أو لم يرضوا ليس من الفرق النخبة في القارة السمراء او حتى من الفرق المستوى الثالث او الرابع. كمبالا سيتي الذي حضر الى السودان وعلى بال مدربه انه سيواجه الفريق الذي نازل قبل اقل من شهر عتاة الاندية العالمية سرعان ماتكشف له الأمر بعد مرور أقل من ثلث ساعة على بداية المباراة واكتشف ان المريخ عبارة عن فريق مفكك الاوصال ، مسلوب الارادة ويلعب دونما هوية او إستراتيجية واضحة . نجح كروجر ومعاونوه في قتل تفاؤل جماهير المريخ التي رسم لها الاعلام صورة كاذبة عن مريخ عالمي لا يقهر من واقع اعداد نموذجي على الورق ولكن الحقيقة المرة كانت انه اضعف من أن يتقدم في هذه المنافسة طالما ان امثال كمبالا سيتي يستأسدون عليه على ارضه وامام جماهيره.. فكانت العشرين دقيقة الأولى كافيه لكي (يفرقع) البالون الذي اجتهد (النافخون) في نفخه طيلة الفترة الماضية. كنا نعلم ان هنالك بعض لاعبي المريخ رمت بهم الصدفة فقط ليرتدوا شعار النادي ارتدى شعاره العمالقة ، وكنا على يقين ان مثل هؤلا سيسقطون امام اول اختبار حقيقي ، فامثال الطاهر الحاج حسبهم ان يلعبوا باندية الدرجة الاولى ولكن العقلية التي تدير الأمور الفنية في المريخ فرضت علينا لاعبا بمثل هذه القدرات الضعيفة اساسيا على حساب بلة جابر افضل طرف ايمن في السودان والذي ساهم الجمهور في قتله معنويا لمجرد تسجيله لهدف عكسي يحدث في افضل الفرق العالمية ، فكان عقابا لكل محبي المريخ ان يكون الطاهر الضعيف المفلس فنيا وفكريا لاعبا اساسيا في المريخ . اما علي جعفر لاعب الجريف السابق فأنه لم يستوعب حتى الان انه يلعب للمريخ وليس الجريف ، ولكن الخطأ ليس خطاؤه انما خطأ من فرضه علينا في ظل وجود مدافعين بقدرات ضفر ومالك اسحق افضل مدافع في الدوري الممتاز لأخر موسم ، وعلي جعفر الذي ظل يقدم اداءً كارثيا ظل يجد الدعم والتأييد من بعض الاقلام التي لاعلاقة لها بكرة القدم وتكتب من وحي خيالها الخصب ، بينما كنا على يقين بأن كارثة علي جعفر قادمة لامحالة . اما مجلس ادارة المريخ فحدث ولا حرج ، والا كيف يستقيم عقلاً ان يستغنى الفريق عن (المدلك) ويظل اللاعبون لأكثر من شهر دون ان يخضعوا لجلسات المساج ، واعتقد ان من اتخذوا القرار بإقاله المدلك لايدركون اهمية دوره واعتبروه عبئا ماليا زائدأ رغم ان ماكان يتقاضاه يعتبر في عداد (الملاليم) ، كما اننا ولأول مرة نشاهد ازدواجية الوظائف في الجهاز الفني والمريخ يتعاقد مع مدرب واحد لوظيفتي اللياقة وتدريب حراس. وبعد كل ذلك ينتظر الجمهور من المريخ ان يتأهل ، بعد كل هذه العلل والأمراض الادارية والفنية المزمنة يبيع البعض الوهم لجمهور المريخ ، وتنطلي عليهم فرية العالمي ويملأ عشاق الأحمر الملعب في انتظار النصر من فريق فقد كل مقوماته . وحتى نكون واقعيين اكثر يجب علينا وضع الأمور في نصابها الصحيح، المريخ بحسابات الواقع خرج من المنافسة ويجب على الجمهور ان يتهيأ للأمر دون الالتفات لاولئك الذي مازالو يفردون اشرعة العشم ، ويحاولون بث روح التفاؤل في النفوس المحبطة فالأحمر لن يأتينا بالصعود من كمبالا بعد ان فرط فيه في الخرطوم لأنه ببساطة لم يعودنا على النتائج (الخارقة) وتاريخيا فأن المريخ لم يصعد بعد ان فرط في الفوز على ارضه فلنكون واقعيين ونرضى بقدرنا المحتوم ونندب الحظ الذي جعل امثال هؤلا اللاعبين يرتدون شعار المريخ.