ü أخي عبد العظيم صالح كل تحية دون المقام وأشكر لكم اهتمامكم بما أكتب ونشركم المستمر، وأنا سعيد بذلك وسعيد بتجاوب القراء واتصالاتهم بي وإشادتكم بما أكتب مثل سعادتي بقلمكم الذي يمس قضايا الغلابة من أبناء بلدي، ولكم شكري وتقديري وأمنياتي. ود. يحيى التكينة يستأذنكم ويتساءل من هو القمبيطور الجديد؟! ü منذ أن أطلق الرئيس «الوثبة» لإعادة صياغة الحياة السياسية في بلادنا في تلك الأمسية التي احتشدت فيها كل ألوان الطيف السياسي والتي خلت من الجلالات والأناشيد وأصوات التهليل والتكبير من المنافقين.. ما زلنا نقرأ يومياً مانشتات صحافتنا ونضحك من التصريحات والخلافات والاتفاقات وعودة قائد التمكين للأضواء.. ومواصلة الحكومة في دعوتها للحوار ولا أدري مع من؟ مع أحزاب «تفرتقت» وتعددت أم مع أحزاب انقلبت عليها بليل.. أم أنها دعوة لرأب الصدع وعودة الشيخ، فبيده مقاليد حل مشاكل السودان. ü نحن الآن أمام مقطوعة مريرة من السخرية تتناقلها المنتديات وتذكرنا بسيفونيات التسعينات من مسميات وأناشيد أضاعت وحدة البلاد ودفع مهرها غالباً شبابنا الذي دفن بين الغابات وجوار المستنقعات، وتعود الدائرة للعزف من جديد لاقتسام الكيكة من جديد، والجبال تعلن الحكومة وتتجه إلى واشنطن لتخلصها من عرمان، وعرمان يذيق حكومتنا ألوان الهوان. ü فمتى نخرج من عباءة الذين أضاعوا البلاد ومتى تنتهي رحلة الشتات والضياع قبل أن يتمزق الوطن من جديد ونلجأ للدوحة والمزيد من ضياع الوقت في الاتفاقيات؟! ü لا شيء ينقص مروءة الرجال إلا التنكر للوطن، فما بال أهل السودان وشيوخ أحزابه الذين أضاعوا البلاد يلجأون للمناورة والكلام والاجتماعات والتصريحات.. سياسة الفراغ التي لا تطعم جائعاً ولا تمنع خائفاً من ضباب يخيم على البلاد وينذر بشرر يخرج من تحت مطابخ الأحزاب. ü الآن انكشف الغطاء ووضحت شمس الحقيقة فمتى تتوحد في مسارب الحياة كلمتنا.. فهل ما يحدث في بلادنا الآن هو ذات الذي حدث في الأندلس وذات خلافات الأحزاب الحاكمة في عهد الطوائف والتي أدت إلى تساقط المدن وفرقت الشمل وأضاعت المجد.. هل نعيدها الآن باختلاف أحزابنا ومطامعهم الحزبية قبل الوطنية.. هل يصبح السودان الأندلس الجديد في الألفية الثالثة؟!.. فمن هو القمبيطور الجديد الفارس المغامر الذي يلعب الدور في بلادنا كالذي لعبه في زمن انهيار الحكم في الأندلس؟!.. راجعوا التاريخ وخذوا العظة والعبرة يا أحزاب البلاد.. شعبنا مصاب بحالة قلق واضطراب مشتت العواطف.. دموع الفقراء والبسطاء تنزل قطرات من العيون حزناً على زمن يرفع الوضيع ويذل الكريم فمتى نطوي الجراح والآلام ونتعامل بموضوعية وشفافية حتى لا تلعننا الأجيال؟! ü متى نتحد ونعمل يداً واحدة لتجاوز المخاطر التي تحول دون انطلاقتنا في بناء الوطن الشامخ القوي الذي وهبه الله الخيرات والنعم ونسينا شكره فتمزقنا ولا حول ولا قوة إلا بالله. ü د.يحيى التكينة