ويدهشني ويحلق بي في المجرات البعيدة الفنان محمود دياب.. هو يكتب إلى وعن ومن الشعب المصري العظيم.. ولكني أرى كلماته وكأنها للشعب السوداني الأعظم لو إنا حررنا الناس جميعاً ومنحنا لكل منهم شبراً في الأرض وأزلنا أسباب الخوف لحجبنا الشمس إذا شئنا بجنود يسعون الى الموت ليذودوا عن أشياء امتلكوها واكتشفوا كل معانيها ويا أحبتنا في المؤتمر الوطني.. إن الغناء للأشجار يعتبر جريمة، لأنه يعني السكوت عن جرائم أشد هولاً.. والحوار مع كل تلك الأحزاب والقوى والشخصيات الأسطورية لا أقول يعتبر جريمة، ولكنه يعني السكوت وعدم الحوار مع الشعبي وهي أفدح جريمة في حق الوطن.. حاورونا نحن «الحرافيش» حاوروا كل من انسدت أمامه الدروب، حاوروا الجياع والذين تشردوا في المجاهل والمنافي.. حاوروا كل من أصبح لا يعرف شيئاً عن الوطن بل يعرف الوطن فقط كعلم وسلام جمهوري وحدود تفرقت.. حاورونا نحن داخل هذا الوطن البديع.. وجهاً لوجه.. بلا واسطة بلا وسائط.. بلا أمبيكي.. ولا حتى «عنان» ترجلوا من «علاكم الفوق» وغبروا أقدامكم في كل شبر في كل بوصة من هذا الوطن الجميل.. أو الذي كان مدهشاً وبديعاً ووسيماً وأنيقاً.. حاوروا «الناس» من نخلات حلفا والغابات ورا «جودة» و«يا حليل الغابات ورا تركاكا» ومن دارفور الحرة نبيلة كل قبيلة على التاكا.. وحتى تطمئنوا يا أحبة.. ليس في أجندتنا أبداً ومطلقاً سطراً واحداً يقول اقتسام للسلطة والثروة.. ولا بند واحد يتحدث عن توفيق الأوضاع.. واستيعاب فرد واحد من «الحرافيش» في قوات نظامية أو حتى ملكية.. وحتى «ترقد شعرة جلدكم» نقول وحتى تطمئنوا ويرتاح بالكم إنه ليس في خاطر أو نية أو حلم أو أمل مواطن واحد رجلاً كان أو إمرأة طامعاً في أي منصب في قصر الشعب ذاك الوثير والمثير لا أحد طامعاً في ولاية أو وزارة أو معتمدية أو حتى إدارة شركة عملاقة أو مصرف يئن من ثقل الأموال.. والآن نكشف لكم عن بعض بنودنا للتفاوض.. أولاً.. لا مانع لدينا نحن الشعب أن تظلوا في الحكم حتى ينفخ الصور، ولا مانع لدينا أن يظل المؤتمر الوطني حاكماً حتى بعد ظهور علامات الساعة الكبرى.. وظهور الدابة والدخان كما قال قبل ذلك «أخوكم» الدكتور نافع الذي قطع بأن الإنقاذ باقية حتى يستلم الأمر منها عزرائيل.. نعم هذا هو بندنا الأول الذي ستجدونه في صدر وثيقتنا أو ورقة تفاوضنا.. ويظل هذا الشرط قائماً إذا نفذ الأحبة في المؤتمر الوطني كل بنودنا الأخرى ومنها البند الثاني.. تبقى الإنقاذ في الحكم حتى يوم النشور إذا قرنت الإنقاذ القول بالعمل، ورأينا البند يمشي على الأرض أمام عيوننا وهو أن ترِّجع الإنقاذ البلاد إلى يوم 29/6/1989 وحتى لا تغضبوا ولا «تزعلوا» منا لا مانع لدينا بل يسعدنا أن يكون من بين الإضافة إلى بلادنا القديمة «النفط» والسدود.. وطبعاً لن نطالب بالمستحيل بأن نلزمكم بأن تعيدوا لنا خريطة السودان كاملة كما استلمتموها ومن بينها الجنوب.. هذا أمر مستحيل لذا نقبل بالخريطة الحالية رغم الحزن والأسى.. وبكرة نواصل بقية الأجندة.