تحولت المسؤولية التربوية الى معاناة عند الأسرة والمعلم الذي يقع عليه العبء الأكبر في مراقبة سلوكيات الطالبة داخل سور المدرسة نتاج التغيير السلوكي عند الطالبات المراهقات بما أفرزته التكنولوجيا وأصبحت خطراً يزاحم التحصيل الأكاديمي لديهن، وكشفت العديد من المعلمات باامدارس الثانوية والأمهات عن وجود بعض الأفلام التي تخدش الحياء والمناظر الخليعة.. والأغاني التي بها مشاهد إثارة، ناهيك عن وجود بعض اللقطات التي تم حذفها عن الشاشة العربية لعدد من المسلسلات التركية الأشهر. طرقت «ست الحسن» أبواب المسكوت عنه، وجلست الى عدد من من مديرات المدارس الثانوية، فأجمعن على أن طالبة الثانوي سابقاً كانت مثلها والخريجة الجامعية في تحمل المسؤولية وناضجة، وكانت تدخل هذه المرحلة وعمرها قد تجاوز الثانية عشرة، وأقرت الأستاذة «ن.ع» بوجود إشكالات.. وقالت التكنولوجيا قد عقَّدت مهامنا، وظاهرة الهواتف ذات التقنية العالية أصبحت خطراً وعبئاً، إضافة لما نعانيه في تحسين السلوك التربوي، وهذه الموبايلات وغيرها خطر يهدد التحصيل الأكاديمي والانضباط السلوكي، ونجدهن يحملن بداخلها أشياء لا تصدق من صور وأفلام ومواقع مخلة، والمصيبة أن الأسرة لا تعلم بما تحمله بناتهن. وتفجر المشرفة التربوية- التي فضلت عدم ذكر اسمها- القنبلة وتقول: بكل صراحة معظم الأسر أصبحت لا علاقة لها بالتربية، فالأمهات مشغولات، والآباء أصبح دورهم ينحصر في جلب المال، وعبر صحيفتكم أناشد جميع الآباء وأولياء الأمور مراقبة الأبناء وسلوكياتهم، ولا أرى ضرورة لامتلاك هؤلاء الطلاب لهذه الأجهزة. من جانبها تدافع ليلى عمر- ربة منزل- عن امتلاك ابنتها لجهاز موبايل وتقول: نعم لا أراقبها ولكنها صديقة لأخوانها الذكور، فهم يراقبونها، ودوري متابعة سلوكياتها ولا أمنعها من حمله الى المدرسة، وأنا أثق جداً بابنتي. وفي رأي مخالف لها تقول سعاد الأمين: لا أحبذ حمل هواتف للفتيات في هذه السن الخطرة، ولا أدع ابنتي تمتلك هذا الدخيل الخطر علينا. وتعزي أستاذة علم النفس التربوي الدكتورة سارة إدريس تغير سلوك طالبة الثانوي، للتغيرات في المرحلة العمرية والفسيولوجية، استشعاراً منها باكتمال أنوثتها، ونجدها تتصرف كما الكبار وتلجأ للتقليد، وهنا يكمن دور الأسرة في تقويم السلوكيات وفق المنهج السليم ومراعاة التغيرات والمرحلة العمرية، وتعلق على إهمال المراقبة من جانب الأسر في وجود هذه الوسائط وتقول بخطورتها وإنها تؤدي لما لا تحمد عقباه، ونادت الخبيرة بوجود أستاذ علم النفس أو المرشد الاجتماعي داخل المدرسة، إضافة للمراقبة الأسرية والتنشئة السليمة.