يبدو بهيكله الرمادي الشامخ رابضاً كأسد في عرينه وهو يتكيء على مدخل محطة السكة حديد بالأبيض شاخصاً للسماء يحكي قصة أول دار عرض سينمائي عُرض بها فيلم بالسودان إنه الهنقر الجنوبي بمحطة الأبيض للسكة حديد التي سجلت بتاريخها منذ انشاءها في السودان محطات لانجازات كبرى منها مساهماتها في حركة الناس والبضائع والحراك الثقافي والاجتماعي وهذا الهنقر الجنوبي كان المكان المناسب حيث اختاره المفتش الانجليزي مستر غاري ليكون مكاناً لعرض اول فيلم سينمائي بالسودان بمدينة الأبيض بمناسبة افتتاح محطة السكة حديد وكان الفيلم توثيقي لزيارة الملك جورج الخامس للسودان وتوقفه في ميناء بورتسودان بعد أن زار الهند واستقبله اعيان البلاد وفي اطار الاحتفال بالذكرى المئوية لهذا الحدث احتفلت وزارة الثقافة الاتحادية وبالتنسيق مع المجلس الاعلى للشباب والرياضة بولاية شمال كردفان بهذه المناسبة واقترح المخرج الكبير السينمائي عبادي محجوب على حكومة ولاية شمال كردفان بأن يعاد تجديد هذا الهنقر ويصبح أول دار عرض للهناقر بالسودان بعد تأهيله لتعود للسينما السودانية بريقها. يبقى المكان والزمان في تاريخ ذاكرة الشعوب والسينما هي تلك الرؤية العابرة والموثقة للأحداث.. وما علينا الا بعثها من جديد لتحكي الكثير من التاريخ المنسي.