تغريك «زلابية» الخال «ماهل بشارة» بطعمها ورائحتها الشهية التي تفوح ولونها الأصفر المائل الى الذهب، جعل ذلك عشاقها يتحلقون تحت الظلال الوارفة بالقرب من إحدى الجامعات، وهم يتلذذون بالطعم الشهي، فغالية الزبائن من الطلاب والعمال والموظفين، وعلى مقربة من ماهل جلست ست الشاي لتكتمل مقومات وجبة وجلسة يفتقدها الجميع مع ظروف العمل الضاغطة خاصة وقت «العصريات». «الرزق من الله تعالى».. هكذا ابتدر ماهل حديثه معنا ويقول «ضربت» مواعيدي مع «النباه» الآذان الأول، وبعد أدائي للصلاة اتوجه لتحضير الزلابية، فأنا أعول أسرة ومعلوم الظروف الاقتصادية.. ويواصل حديثه «يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم» هو شعاري في الحياة.. ويقول ماهل بملامحه الكردفانية الأصيلة «الشغل ليس عيباً» واللقيمات التي أصنعها مرغوبة مع شاي الصباح والعصريات والأمسيات.. كان ماهل يتحدث الينا وطرطقة الصحون النظيفة التي كان يحرص على تهيئتها لزبائنه والسكر المحلى تدور وسط طلابها، فرائحة الزلابية الفاخرة تفوح وتغري بالمزيد.. ورغم محدودية امكاناته إلا أن الكرم الكردفاني كان بادياً في دعوة ماهل لمن يجلسون ولا يملكون نقوداً.. وعندما سألناه عن تأثير ارتفاع أسعار السكر والدقيق والزيت على عمله، وهل يبيع للزبائن بسعر مرتفع؟ أجابنا بأن الارتفاع أثر على عمله كثيراً فهو يشتري «بالقطاعي» خاصة السكر فالزبائن يحبون الطعم «الحلاوي». ويقول «اللقيمات» أصبحت وجبة منتصف النهار للكثيرين، واحرص على بيعها بأسعار مناسبة وتتراوح ما بين الاثنين الى خمسة جنيهات بحسب الكمية، وعندما سألناه غالبية زبائنه من النساء أم من الرجال.. أجاب ضاحكاً الطالبات والنساء. وعن سر النكهة قال بحزم.. النكهة أصلية وهي من أسراري لا أعطيها الى أحد.. ويواصل حديثه بحمد الله لي زبائني ويطلبون مني عمل الفطائر والبيتزا.. وفي ختام حديثه معنا قال: أسعى لتطوير نفسي وسط صيحات الإعجاب من زبائنه الذين طالبونا بمعرفة تاريخ نشر الحوار.