الهوس بالعرس من المُشتهيات التي أُطلقت من عقالها بمثابرة من الاخوان الذين ربطوا بين (التدبيل والتأصيل).. ومع ذلك، فهم ليسوا أُصلاء فى هذا المجال، بل مُقلدون ل «جدودنا زمان»، الذين وصلوها الحد «...............»..! ليس حديثاً يُفترى، ولا نتحدث عن ماضٍ تليد، فنحن بين يَديّ خالي إسماعيل الجمولابي، من أهالي غرب دنقلا ، (57) عاماً، أطال الله عمره، تزوَّج حتى هذه اللحظة ما يناهز العشرين إمرأة، أي بمعدل إمرأة كل سبع شهور إن لم أكن مخطئاً في الحساب وقد اتصل بي قبل أيام وأكد لي عزمه على (الزحف نحو أُم درمان) ..! أجدني مؤيداً زحفه هذا أكثر من تأييدي لمواقف المعارضة من حوار الوثبة،، أؤيده، لا تطلعاً لانجازٍ مماثل، لكنه فخر مستحب لتفوقه على الانقاذيين بما يفوق الخيال، فهو في موضوع العرس، يرمي (قدام جداً )، كأبعد ما يكون الرمي فى تلك (المسيرة القاصدة)..! كانت ولم تزل، حيثيات زحف الجمولابي، تغطي على الكثير من أخبار الحزب الحاكم، حتى أعياني رصد الزحف، فخرجت بملاحظة، أن هوس الجمولابي بالعرس يتسرطن مع كل مثابرة إخوانية نحو شرعنة هذا الفعل، حتى غدا التدبيل وكأنه تعبدٌ في المحراب..! تفاقم الهوس بالتدبيل حتى اشتهاه عمال الطمي..! ففى ليلةٍ غائمة الضوء، تجمَّع رجالٌ من مختلف الاعمار فوق قوز الحِلة.. بدأ الأُنس شفيفاً عن أخبار سوق المحاصيل، وعن تانكر الجاز، وجدول الجنابية، والسوس الذي ضرب التمر، وأن (البرسيم مع الورتاب ينفع البقر ويُدِراللبن).. ثم انتقل الأُنس سلساً نحو: (يا جماعة الخرتوم فيها شنو اليومين ديل)..؟ جاء الصدى مجيباً من أرجاء الليل : - « مافي جديد، لكن الكيزان شغالين عرس جماعي، اليومين ديل » ..! - (ناس الإنقاذ قالوا، أكان دقيت صدرك وقلت داير، يدوك المرا ومعاها شنطة وبوتوجاز، ما عليك إلا تدفع حق الترحيل وتبقى مارق(..! .. تشابكت أصواتهم، فلم أعد أميز صوت من يتحدث.. كلهم يرغبون) ذاك الشيء)، لكن تبدو البيوت مليئة ب(المفاريك)..! لكنهم على اية حال، يتعللون بالامكانيات :( ويتفقون على أن العين بصيرة والايد قصيرة)..!! (إمكانيات شنو يا ناس)..؟! بَهُتَ تشابك الأصوات هنا، فسمعت صوتاً غليظاً يشق مسامع الليل.. قال الصوت بحسم: إمكانات شنو..؟.. ماسمعتوا قصة إمام الجامع القال للعريبي:« لو تعرِّسْ ما بتفلِسْ» ..! ساد الصمت بعمق، و بدأ السرد..! - قالوا ليك في زمن الصحابة، دخل الجامع عريبي مِسيكين،« وشو ينْعَلْ قَفَاهو» ، وقال داير حق الله..! - أها، العريبي بقى يزوزي ويقول:« لله يا محسنين، لله يا محسنين» .. الجماعة قاموا فوقوا، قالوا له: بدل ما تتبهدل كدي، أمشي بيع الحطب..! قال ليهم: « حطب بي شنو، أنا الفاس ما عندي» ..! ..يا زول، الإمام شاف حال العريبي، وقال ليهم: « زِحوا منو بعيد، خلوهو يجيني» .. الإمام سألو :( إنت مِعَرِّس)..؟ قال :(معرس وعندي ولدين..) الإمام قال ليهو: « تمرُقْ من محلك دا، وتطبُق المرا التانية، الفلس دا بيختاك)..! قالوا العريبي مرق، وجاء راجع للجامع بعد شهر، وقال: ( والله يا شيخنا، الفلس ما فارقني، لكن المرا ساعدتني)..! الإمام قال ليهو:( تمشي بي دربك دا، وتشوف محل المرا التالته وين.. بعد المرا التالتة،، الفلس أكان رِكب ليهو بوكسي ما يلحقك » ..! يا زول، العريبي بعد المرا التالتة (شال نَفَسو وختاهو)، أمان الله، قالوا دخل الجامع لابس جلابية سكروته..أول ما وقع فى عين الإمام، ناداهو و قال ليهو:( ترجع من خشم الباب دا، وتسوي المرا الرابعة)..! يا زول، صاحبنا ما صدَّق، سواهِن أربعة..الأربعة إشتغلن معاهو في الحطب..أمان الله، العريبي المِسيكين، في سنتين بس، (دقالو بابور)..!!