فوران وغليان يشوب المشهد السوداني من الحدود إلى اللب والقلب... من لا يدرك أن البلاد في حالة امتحان عسير فليكن على يقين تام أنه لم يستوعب شيئاً من دنيا السياسة وضرورة أن يكون الوعي السياسي في هذه المرحلة أكبر من حدود أهداف وبرامج الأحزاب المنفردة إلى رحاب وطن في مهب الريح يحتاج لأن يتجرد جميع أبنائه وقوفاً كالمصدات للرياح العاتية... فكل الملفات تحتاج أن يبرد الساسة أنفاسهم المتقطعة ما بين أنا الحزب وذات القيادة... فالكل في هذا البلد لابد أن يتنازل خاصة النخب الحاكمة التي ينظر إليها ضمناً من أبواب الاستحواذ والمقدرة، وكذلك المعارضة التي نعول علي عدم الثقة في النظام... اذن هناك حاجة لمحطة وسطى يقف فيها الجميع على حقائق مثبتة لأن الوضع الحالي للبلاد هو انجرار لكثير من الصعوبات التي تلقي بظلالها على الجميع... فقد اقعد المشكل الاقتصادي الاركان الأخرى فالأوضاع السياسية حبيسة الاحتقانات ومدارج درس التفاوض والتنازع والانفلات واستعراض القوى والأدهى والأمر هو انفلات الذي بات مهدداً للحياة الاجتماعية وتشظت بموجبه قيم وموارثات الإنسان السوداني النبيل فتعددات وأرقام الجرائم والتلفتات مؤشرات التنبه إلى الخطر وضرورة التحرك.. وليس هناك من جهاد أجدى وانفع من التواثق على التنازل لأجل السودان الذي كان يوماً شاسعاً واسعاً متمدداً بلا هذا الضغط المتواتر.. والأصل أن الوضع الآن محمولاً على رؤوس الجميع بلا استثناء ولا هامش تفضيل.. فالمواطن الآن يعاني مر المعاناة إن كان محسوباً على الحكومة أو محسوباً على المعارضة أو بلا انتماء فقد صارت كلفة الحياة باهظة لا تتسق مع معطيات أوضاع الحياة إن كان مورداً للتكسب فيها قطاعاً عاماً أو خاصاً لأن الانفلات في الأسواق لا يجد من يكبح جماحه ومحاولات اللحاق لا تتواءم مع سرعة تطور هذا الانفلات.. لك أن تتخيل الأوضاع بعد فترة من الزمن بذات «الرزم».. هي حالة متماهية لا نهائياً مع موج التمدد لغياب وجود قوى فاعلة تخدم الأوضاع نحو الأفضل الشيء الذي أفضى لضرورة ابتداع.. وتخلق توجهات صادقة نحو التغيير وهذه المرة لا تسمح الظروف ببرنامج اصلاح اعتباطي بل حقيقي يخرج بالبلد من العترة التي تزداد يوماً بعد يوم في ظل نظريات استهدافية مؤثرة تعطي لها المبررات من الداخل بسوء التقدير لبعض الأمور وبركوب الرؤوس التي تجيد الحسابات. ٭ آخر الكلام الوطن في مهب الريح.. وهي مرحلة تاريخ كونوا جميعكم قدر التحدي وأوراق التاريخ تسطر.. أو قولوا لا ندري لنا حلاً حينها تكونوا قد افتيتكم في حدود ماأتاكم الله من طاقة لأنه سبحانه وتعالى لا يكلف نفساً الا وسعها.. (عووووك). مع محبتي للجميع