زيارة اليوم الواحد لأمير قطر تميم بن حمد آل خليفة إلى الخرطوم وجدت صدىً إعلامياً كبيراً في مختلف وسائل الإعلام العربية المرئية والمسموعة والمقروءة، خاصة وهي الأولى من نوعها منذ أن جلس الأمير تميم على سدة الحكم بدولة قطر.. وتجيء زيارته للسودان في ظل العلاقات المتينة والتنسيق في المواقف السياسية وتحقيق الأهداف الاقتصادية بالإضافة إلى ملف قضية سلام دارفور الذي تمسك به قطر في طاولة اتفاق الدوحة وفي ظل تهديدات أميريكة بتغيير مقر التفاوض، ولكن تطور الأحداث و تلاحقها جعل للزيارة أبعاداً أخرى.. فكيف قرأتها الصحافة العربية؟! لنقرأ ما دبجته في إثر هذه الزيارة التاريخية. الحياة اللندنية: زيارة مهمة- أمير قطر في الخرطوم في إطار جولة عربية: هكذا كتبت صحيفة الحياة اللندنية على صفحتها في تغطيتها الإخبارية عبر وكالة الأناضول التركية التي اهتمت بالخبر وأوردته في حينه، وتناولت فيه إعراب أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن سعادته بزيارة السودان، مشيراً إلى أنها تأتي تأكيداً على حرص البلدين على التشاور والتنسيق المستمر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأوردت تفاصيل بث تليفزيون السودان الرسمي للقطات المباشرة لوصول أمير قطر، بينما كان في استقباله الرئيس السوداني عمر البشير، وعدد من المسؤولين الحكوميين وأفردت مساحة لكلمة وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان في تصريحاته الصحفية في مطار الخرطوم، والتي أعرب فيها عن أمله في أن تسهم الزيارة في تعزيز العلاقة بين البلدين، موضحاً أن البشير وتميم سيبحثان خلال اللقاء الذي سيجمعهما اليوم، «العلاقات الثنائية وآفاق التعاون المشترك بين الخرطوموالدوحة في مقدمتها الاقتصاد، وقضية إقليم دارفور المضطرب منذ عام 2003»، وذكرت صحيفة الحياة اللندية في تناولها للزيارة بأن هذه أول زيارة يقوم بها أمير قطر إلى الدول الثلاث «السودان والجزائر وتونس» منذ توليه مقاليد الحكم في حزيران (يونيو) الماضي. وأضافت أيضا بأنها ثاني جولة لأمير قطر منذ توليه مقاليد الحكم بعد جولة خليجية قام بها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وزار خلالها كلاً من الكويت، والبحرين، وسلطنة عمان، والإمارات، والتي كانت تعد أول جولة خليجية وعربية له منذ توليه مقاليد الحكم في حزيران «يونيو» الماضي، قبل وقوع الأزمة الخليجية - القطرية على خلفية سحب السفراء من قطر في الخامس من الشهر الماضي صحف قطر.. اهتمام متعاظم: كذلك اهتمت الصحف القطرية بالزيارة وأفردت لها مساحات كبيرة. وتناولت صحيفة الشرق والراية والعرب القطرية تفاصيل الزيارة وأوردت البيان الذي أدلى به سمو الأمير تميم كاملاً، والذي جاء كما يلي: «يسعدني أن استهل وصولي إلى الخرطوم بتوجيه خالص تحياتي وتحيات الشعب القطري إلى أخي فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير وإلى الشعب السوداني الشقيق متمنين له موفور الصحة والعافية ودوام التوفيق ولشعبه الشقيق المزيد من الرفعة والتقدم، إن زيارتي هذه لجمهورية السودان تأتي تأكيداً لحرص بلدينا على التشاور والتنسيق المستمر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية، فضلاً عن سبل دعم وتعزيز علاقات الأخوة الوطيدة والتعاون بين قطر والسودان بما يعود بالنفع على شعبيهما الشقيقين.. أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير ومصلحة شعبينا الشقيقين وأمتينا العربية والإسلامية». صحف عربية لم تشر للزيارة بعكس الصحف السودانية والقطرية والحياة اللندنية التي عكست الزيارة. بدأت بعض الصحف الإلكترونية الخليجية من دول السعودية والكويت مهتمة أكثر بخبر محاكمة الإخوان وكذلك أخذت خبر تفجيرات جامعة القاهرة في مانشيتاتها الأولى دون ذكر زيارة أمير قطر للسودان، بينما غابت أيضاً الصحف المصرية عن إيراد الخبر حتى مثول هذا التقرير للطبع رغم أن الخبر له مدلولاته السياسية التي يفسرها بعض المراقبين بأنه تأتي في إطار الحصار المفروض على دولة قطر من قبل بعض دول الخليج وكذلك موقف دولة مصر من قطر بحسب اتهامها لها بدعم الإخوان في مصر.. على كلٍ سوف تأتي الأخبار بما لم تورد الصحف في الوسائل الأخرى لتعكس دلالات كل الدول التي تراقب عن كثب تفاصيل الزيارة والجولة العربية لدولة قطر التي أصحبت تحت الضغط العربي نتيجة لسياساتها بالمنطقة.. فهل ينجح الأمير تميم في كسر هذا الطوق الإعلامي أو الحصار السياسي خاصة وأن قطر تملك أكبر قناة إخبارية هي الجزيرة؟!
