الإيمان بالله جوهره الحرية ولا يستقيم إلا بها وبذلك فإن أهل الإيمان هم الأكثر إيماناً بقيمة الحرية المجتمعات المستقرة والمتمدنة أدركت مبكراً تلك القيمة حرصت عليها واستوعبتها وفصلتها وقننت ممارستها جذّرت الوعي المجتمعي والمدني بقيمة الحرية وأهميتها وأنها ليست طرفاً في صراع أو خصماً أو عدواً لأحد لا يستغني عنها إنسان ولا يضيق بها إلا خاوٍ مفلسٍ ! طبيعي أن كافة الآدميين الأسوياء يعشقونها ويتنفسونها وبالتالي فإنه يتوجب على الجميع حمايتها وحراستها حمايتها من أنفسهم لأجل أنفسهم ! حمايتها بالوعي بتكوينها وطبيعتها وكيفية ممارستها الحرية ليست هدفاً لذاتها بل وسيلة لغايات نبيلة هي وعاء للنهضة والتلاقح والتطور وإبقاء الأصلح الحرية لا تعني الفوضى وتجاوز نطاقك لنطاق الآخرين حق التظاهر ، حق التقاضي ، حق التعبير ... إلخ حقوق ثابتة لكن يضبطها وينظمها قانون يحترمه الجميع والذين يطبقون القانون يطبقونه بشفافية ولا يتعسفون علينا الإستهداء بتجارب الآخرين والحكمة ضالة المؤمن وعلينا أن نعي أن البعض منا يخطط بليل لتخريب الحرية لأن الحرية تكشف سوءاته وخواء فكره وخطل طرحه هناك فئات تتاجر بشعارات الحرية لكنها لا تعيش معها شمس الحرية تحرقها أو تدفعها دفاً للإنزواء والإختباء الحرية حق ضمن شبكة حقوق جميعها مهمة فلنحرص جميعاً على الممارسة الواعية الراشدة للحرية ولنحمي حريتنا بشراسة من أعداء الحرية