الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وبعد : فمن الغريب أن الكلام في شأن الوطن يُدعى له فقط الساسة ، ويجلس في الاجتماع المستدير بعض الواجهات الدينية كرئيس جماعة أنصار السنة دون علماء التصوف الذين يمثلون السواد الأعظم للسودانيين ، صحيح ،،أولاً في الصدر الأول كانت السلطة التنفيذية والسلطة القضائية والسلطة التشريعية والسلطة السياسية كانت كلها في شخصية واحدة وهي شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما اتسعت الرقعة الإسلامية فصلت كما هو الحال الآن . وهذا يقتضي الأخذ برأي العلماء في شتى المجالات كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم تطبيقاً لمبدأ (وأمرهم شورى بينهم ) (وشاورهم في الأمر) وهو الذي يقبل مشورة الأحباب رضي الله عنه .وينزل لرأيه ، وينزل القرآن في شأن امرأة تحاور وتجادل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع لها (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) وهكذا كان دأبه صلى الله عليه وسلم يشاور ويأخذ برأي أصحابه حتى في العبادات التوقيفية كالصلاة ،فعندما صلى الظهر أو العصر وسلم من ركعتين قال له ذو اليدين : أقصرت الصلاة أم نسيت يارسول الله ؟ ماذا فعل الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ سأل الناس.. أكما يقول ذو اليدين؟(قمة الحوار والمشورة والأخذ برأي الجمع الذي يفيد التواتر) فقالوا : نعم ، فأتم صلاته وسجد للسهو . وسيدنا عمر رضي الله عنه كما في تفسير ابن كثيرعند قوله تعالى (وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً) يحدد المهر، وتعارضه امرأة مستدلة بالآية ،فيقول: أصابت امرأةوأخطأ عمر( تواضعاً ونزولاً من الأفضل إلى الأصل . فالسؤال لحكام البلاد، تبدأ حملاتكم الانتخابية وتختم من مسايد التصوف. وعلماء التصوف أهل الوسطية والاعتدال ، الذين يحاربون التكفير والتفجير(والروافض سبابي الصحابة ) فقههم عدم الخروج على الحاكم بسلاح ، بل الأمر مناصحة بشروطها .لماذا لا يؤخذ بمشورتهم في القضايا الكبيرة وقضايا الوطن ؟؟. والآن رابطة علماء التصوف واجهة علمية لها تمثيل في ولايات السودان . وفي الأسبوع السابق ذهبتُ لغرب دار فور(الجنينة) وعقدتُ ست محاضرات حضرها الآلاف ، وكونت الرابطة هناك من سبعين عالماً،وسنعقد مؤتمراً للتصوف قريباً تحت شعار(دور التصوف في تعزيز أمن المجتمعات).فيا ولاة الأمر أعدلوا في الشورى فنحن مع الحوار.