طالعت نتيجة اجتماع لجنة تنسيق شؤونأمن محلية الخرطوم برئاسة معتمدها اللواء عمر نمر على صفحات الصحف صباح أمس، ولفتت انتباهي قراراته التي جاءت على النحو التالي (تنظيم حملات مستمرة حتى الساعات الأولى من الصباح للحد من الظواهر السالبة بشارع النيل مثل التفحيط بالسيارات، وغسيل المركبات، والظواهر الأخرى المخلة بالأمن .......الخ). وبعد مطالعتي للخبر لا أدري لماذا ضحكت وتذكرت نكتة سعاد البايرة التي أضحكتني قبل أيام وتقول: «في شافع شليق كل يوم بقعد قدام الباب تجي جارتهم يكورك ليها قدام الناس ويقول.. سعاد البايرة، يوم لمت فيهو ضربتو ضرباً شديداً وقالت ليهو: لو سمعتك قلت لي سعاد البايرة تاني بقتلك».. تاني يوم جات ماشة كورك ليها يا سعاد، قالت ليهو مالك، قال ليها يعني ما عارفة ولا شنو.... أولاً سيدي المعتمد نحن ضد الانحلال والممارسات الخاطئة في الشارع العام أو شارع النيل تحديداً، ولكن هل أضحت كل مشاكل محلية الخرطوم في شارع النيل...!!!!.. فأين تجد الأسر والأفراد متنفساً لهم.. وهل أصبح التنفس من خلال الترفيه والترويح عن النفس مندرجاً ضمن الظواهر السالبة... وهل يعقل أن تتم ممارسات غير أخلاقية في الشارع العام أو في شارع النيل تحديداً، وتتم على مرأى ومسمع من أعين الناس المكتظين فيه يومياً، وتحت أشعة إنارته القوية والكاشفة الممتدة على طول مساحته، مع وجود دوريات الشرطة المرتكزة فيه والمتجولة على الدوام لحفظ أمن وسلامة المواطنين .....!!!! سيدي معتمد الخرطوم حتى ولو وجدت ممارسات سالبة في شارع النيل فهي قليلة وغير مخيفة، ولا تتعدى أصابع اليد حتى ترهق معها لجان المحلية نفسها ووقتها وتعقد اجتماعاً بخصوصها.. يا سيدي المعتمد المناخ السائد الآن لبسط الحريات وتفعيل الحوار الوطني لمختلف ألوان الطيف السياسي، لذلك نتمنى أن تنعكس هذه الأجواء على واقع المجتمع بأشكاله المختلفة. وكنا نتمنى ونمني أنفسنا بأن يحدثنا السيد المعتمد في اجتماع محليته عن تأهيل ونظافة وفتح مصارف المحلية لاستقبال فصل الخريف، حتى لا تتفاجأ به محليته كالمعتاد لأعوام خلت، كحال بقية محليات الولاية الأخرى.... هذا بالإضافة للعديد من المشاكل الآنية التي تواجه محلية الخرطوم مثل مشكلة الصرف الصحي في وسط العاصمة، وبعض أسواقها والتلوث البيئي الناتج عنه بكل مخاطره الصحية المتعددة، هذا بجانب الإهمال البيئي بتناثر الأوساخ هنا وهناك، خاصة في الأسواق ومواقف المواصلات على الرغم من وجود عربات النفايات التي تقوم بمهامها يومياً إلا أنها بحاجة ماسة لتكثيف الآليات.... وبعض أحياء الخرطوم سيدي المعتمد مازالت تشكو من انقطاع وشح الإمداد المائي، والأهم من كل ذلك هل هناك ظاهرة سالبة وخطيرة أكبر من الرعب الذي تقوم به عصابات ما تسمى بالنقرز وتثير هلع المواطنين في محليات العاصمة المختلفة، فلماذا لم يرد كل ذلك في اجتماع لجنة تنسيق شؤون المحلية. عفواً سيدي معتمد محلية الخرطوم هناك مواضيع ومشاكل حياتية كثيرة وضاربة بجذورها يعاني منها مواطن المحلية، وكان الأولى بكم طرحها والتطرق لأمرها في اجتماعكم هذا بدلاً من التركيز على شارع النيل، فما يحدث فيه يمكن تداركه في اسبوع واحد فقط، ولكن ماذا عن الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن... ولا ما عارفين زي نكتة سعاد البايرة.... فانتبهوا لحال وأحوال ومعاناة مواطن المحلية فهذا أفضل لكم وللمواطن. * حاجة أخيرة: العمل الثقافي والفني في محلية الخرطوم الآن ضعيف جداً، فقد كان هناك منتدى ثقافي وفني ورياضي في المحلية يقام في نادي الأسرة مساء كل يوم أحد من كل أسبوع، وكان ناجحاً لحد كبير، ولكن تم إيقافه بصورة غريبة ومحيرة ومن دون اي أسباب واضحة، فهل أغلقت محلية الخرطوم أبواب المنتدي نهائياً حتى نترحم عليه ونشيعه لمثواه الأخير... أعد المنتدي يا سعادة المعتمد لتخلق متنفساً طيباً لأسر المحلية وتدعم الحراك الثقافي به. خارج النص الزميل والصديق العزيز الأستاذ بكري خضر أحرج ولاية الخرطوم وواليها بعد أن سئم ومل من معالجاتهم المتعثرة لحل أزمة المواصلات بالولاية المتفاقمة يومياً، وقام بوضع معالجة شخصية سريعة لذلك بشراء دراجة هوائية يستخدمها وسيلة مواصلات من منزله لمكان عمله بالصحيفة، واعتقد بانها رسالة واضحة من بكري خضر للسيد والي ولاية الخرطوم، فقد تضجر المواطنون من أزمة المواصلات المستمرة ووصلوا الحد.
