أستاذي وصديقي مؤمن الغالي مقالك اللواء أبو حراز 31/12/1897م والذي نُشر يوم الخميس 7/10/2010م. أولاً التحية لسعادة اللواء القامة العلامة أحمد المرتضى أبو حراز أدام الله عليه نعمة الصحة والعافية وجعله ذخراً لهذا الوطن الجميل الذي يُميزه عن الدول الأخرى تداخل أعراقه وهذا النسيج الممزوج عرب أفارقة أتراك. وسعادة اللواء أبو حراز حكى لي عنه سعادة اللواء صلاح عبد الحليم مدير المباحث المركزية في وقت سابق وأحد علماء البصمة كثيراً حكى لي عن ثقافة وأدب سعادة اللواء أبو حراز لدرجة أنني أحفظ بعض ما كتبه في يوميات الشرطة وأصبحت تتداول بين الضباط لأنها درر نثرية ومقاطع أدبية مُعبّرة. أستاذي وصديقي مونج كما يحلو لي مناداتك. طرف السوط وصلني وأنا للعلم أفخر وأعيش مزهواً وأنا لي جذور من شمال الوادي فجدتي عن أبي مصرية الجذور وبرغم من أن السودان ومصر وحتى مجيء ثورة 23 يوليو، بلداً واحداً يحكمه ملك واحد. كنت أتسامر مع صديقي نصر الدين السوداني المصري والذي يعيش في شمال الوادي وحكيت له عن مقالك وأنت تعلم أنا من المعجبين بك حد العشق فقال لي نصر وقد (وصله السوط كله) قال سعادة اللواء إن الحاكم العام البريطاني وهو يصدر قانون الجنسية قد أمر في صرامة بمنع إعطاء الجنسية السودانية لأي شخص جاء مع الجيش الغازي في 31/12/1898م. عدل صديقي نصر من جلسته وبلهجة مصرية يحاول أن يسودنها فهو في الأصل من قبيلة المحس.. تعرف إنو محمد علي باشا بعد ما دخل السودان لقى نفسه في غابات وعشش صغيرة ولا توجد أي زراعة ولا حياة حتى والناس معندهاش أي طموح وكل عملهم صيد السمك ورعاية المواشي وشراب الشاي والقهوة ومحمد علي سليل الملوك والأباطرة والدولة العثمانية وما أدراك ما الدولة العثمانية ونهايتها في أوربا وبدأ التفكير في تكوين دولة في مصر وتكوين الدولة يحتاج للمال فكان التفكير بالزراعة والنيل هو شريان الحياة في مصر ويفعل ما يفعل بأهل مصر في أيام الفيضان والخريف فيهدم المنازل والزراعة ويُخيف أهل مصر فبدأت فكرة اكتشاف منابع النيل وعمل سدود وأي شيء يكبح جماح النيل. وبدأت فكرة متابعة المارد الجبّار من منابعه فدخل السودان ووجد النيل أرحب وأوسع والأراضي أخصب وأوسع ولكن ملقاش حياة ولا دولة فبدأت فكرة جلب الخبراء في الزراعة والري والمحاسبة لكي يعلموا أهل السودان كيف يستفيدون من خبرات بلادهم وكل ذلك مُسجل في مذكراته والرواية طويلة. بعد تفكير الغزاة بقيادة كتنشر علموا من خبرة محمد علي أن المصريين والأتراك ينشرون العلم والمعرفة بين السودانيين فكان أول قراراتهم عدم منح هؤلاء الجنسية لكي لا يستفيد أهل السودان من الخبراء القادمين من شمال الوادي. صديقي مؤمن وقع ليك كلامي!!. مع احترامي وتقديري لك ولسعادة اللواء العلامة أبو حراز وزي ما قال إسماعين ود حد الزين عرب ممزوجة بدم الزنوج ديل أهلي كمال عبد الحليم من المحرر صديقي كمال.. لك الود والحُب.. والتحايا.. وشاهق وشاسع السلام.. وأنا مثلك.. أفخر وأزهو وأفاخر.. ولكن.. بأرجلي المغروزة.. حتى الركب.. في تربة هذا الوطن البديع.. مثلك.. أحب مصر.. أكثر من حب.. ذاك المنافق.. الفصيح.. المصور البارع بالكلمات.. المتنبئ.. وهو يقول.. في حضرة سيف الدولة لا ليس في حضرته .. بل تحت أحذيته.. يقول.. مالي أكتم حباً قد برى جسدي وتدّعي حب سيف الدولة .. الأمم .. نعم أحب مصر.. حباً صادقاً.. عاصفاً.. بل مجنوناً ولكني أحب السودان أكثر.. وأبعد.. وأعمق.. فقط لأن جدي لأبي.. مزقته (دانات السردار) في كرري.. لا أعرف .. إن طفح به النيل.. جثة.. فلون النيل حتى صار.. والنهر يطفح. بالضحايا.. بالدماء القانية.. كما أني لا أعرف.. إن كان له قبر.. ودفن خلال تلك الساعات الرهيبة.. التي حصدت عشرين ألفاً من المدافعين عن ثرى الوطن البديع.. وقد تكون له جمجمة تلعب فيها الريح أسفل جبل كرري. صديقي.. ما كل ما أعرفه يُقال أو يُكتب.. المهم.. إني لا أعني.. (الترك) (المساكين) الذين عاشوا بيننا.. ولا اعتراض مطلقاً.. أن (يتجنس) أي تركي أو ألباني أو حتى شركسي بالجنسية السودانية.. مرحباً به موظفاً في البلاد أو تاجراً .. أو مغنياً.. أو طبيباً.. مرحباً به (صهراً) يعني لا مانع لدينا حتى من زواجهم بسودانية شحماً ولحماً ودماً وميلاداً ونشأة.. ولكن.. لا نقبل مطلقاً.. وبتاتاً.. ونهائياً.. أن يصنع مثل ذاك أو (هذا) القرار في بلدي الحبيب.. أظني واضح جداً.. ثانياً.. لا تعليق لدي لقول صديقك نصر الدين السوداني المصري.. غير.. أنه مسكين فما زال (باقي) استعمار يعشعش في مخه له عاجل الشفاء.. لك ودي. مؤمن