في إطار تطوير العمل الإعلامي والدفع به عبر الوسائل الإعلامية المقامة الآن بالسودان وضمن الطفرة الهائلة التي يستهدفها العالم اليوم في مجال الإعلام، جاء الاهتمام من قبل الشباب الإعلاميين بولاية الخرطوم لتكوين جسم إعلامي يتولى مهمة التدريب والتطوير ويعمل على سد الفراغ بالدراسات والمحاضرات والتوجيه والتدريب لكافة خريجي كليات الإعلام كما حدثنا الأستاذ علاء الدين حسن محمد رئيس اتحاد الإعلاميين الشباب بولاية الخرطوم قبيل انعقاد ملتقى الإعلاميين الشباب الأول بالخرطوم تحت شعار «نلتقي لنرتقي» والذي يرعاه والي ولاية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر ووزير الثقافة والإعلام والشباب والرياضة بولاية الخرطوم. أوراق شبابية الملتقى الذي افتتح في مركز أم درمان الثقافي قدمت فيه ثلاث أوراق تناقش قضايا وهموم الإعلاميين الشباب وما يمكن أن يلعبه هذا الملتقى من أدوار تساهم في رفعة ودعم الإعلاميين والإعلام في ظل سيطرة الإعلام على الفضاء بكافة وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية، ومن هنا جاءت أهمية تكوين الاتحاد الذي يشرفه كل الأكاديميين والأساتذة في مجال الإعلام وعلوم الاتصال، الأوراق الثلاث التي قدمت في الملتقى جاءت تحت عناوين: الإعلاميين الشباب بين الكسب الأكاديمي والعطاء المهني، قدمها البروف عوض إبراهيم عوض، وهناك ورقة الشباب بين الاستلاب الفكري والانتماء القيمي قدمها الأستاذ علي عبد الرؤوف وعقب عليها الدكتور عادل محجوب، والورقة الثالثة تحدثت عن وسائل التواصل الاجتماعي بين حرية الرأي والتعبير وبين الحفاظ على الأمن القومي قدمتها الدكتورة أميمة التيجاني وعقب عليها الأستاذ أسامة العيدروس. الأوراق في مجملها تناولت الإعلام ودور الشباب في فهم هذه القضايا ومعالجتها عبر البرامج الإذاعية أو الفضائية وتناولها من كافة جوانبها لتوضيح أثرها على المجتمع وعلى فئة الشباب، حيث إن القضية الخطيرة في نظر الخبراء الذين قدموا الأوراق هي قضية الاستلاب الفكري والانتماء القيمي، حيث ضاعت الوطنية والقيم الأخلاقية بحسب وصف الخبراء الذين أشاروا إلى أهمية التمسك بالقيم الإسلامية لمواجهة الهجمة الأوربية الإعلامية الشرسة وأهمية إحياء التراث الإسلامي كقيمة حضارية إنسانية، والعمل أيضاً على إثراء الفكر الإسلامي لمواجهة الفكر الأوربي المستلب حتى الهويات والثقافات العربية أو السودانية بحسب أثر الوافد من الآخر والمؤثر جداً من خلال الوسائط الإعلامية، وحذر الخبراء من الانتباه في التعامل مع هذه النواقل الألكترونية والمواقع للتواصل الاجتماعي وأهمية التعامل معها بحذر حتى لا تستأثر على كل وقتنا في اللهو وبالتالي دمار الشباب والأمة الإسلامية، مشيرين في ورقة الكسب الإعلامي والعطاء المهني إلى أهمية أن يكون الشباب مواكباً للعصر والتقنيات الحديثة ليطور نفسه وفقاً للإعلام الحديث، وجاء في التوصيات العامة لكل الأوراق التي قدمت بأن يكون لاتحاد الإعلاميين الشباب بولاية الخرطوم منصة للانطلاق في التدريب والتأهيل للشباب الإعلاميين وعقد المحاضرات والندوات للتوجيه والإعلام والإرشاد والنقاش العلمي المفتوح حول كافة القضايا. على كل يبقى اتحاد الإعلاميين الشباب مكوناً آخر في فضاء الإعلام السوداني سيكون له عطاؤه الأكيد إذا ما ظل على أهدافه من تدريب وتأهيل وتخريج قيادات شبابية فاعلة لتبدأ أولى خطواتهم التنظيمية في طريق الإعلام.