يصادف اليوم الجمعة 13 يونيو 2014م، مرور الذكرى 68 على وفاة عميد فن الغناء السوداني احمد محمد علي السيد المعروف (بالحاج محمد احمد سرور) الذي توفي في مستشفى (أوروتا) بمدينة (اسمارات) المعروفة ب(اسمرا) العاصمة الارترية الذي توفي فيها يوم 13 يونيو عام 1946م بعد ان عاش عمراً يناهز ال(45) عاماً من (1901م- 1946م) ونحن نكتب اليوم لنحيي ذكراه ال68 لا بد ان نحيي بكل الفخر والعرفان (قناة انغام) الفضائية الوليدة التي افسحت لي مجالاً لأقدم بعضاً من ملامح وذكريات وتأريخ الفنان (الحاج محمد احمد سرور) الذي لقبه به الشاعر ابراهيم العبادي كما اطلق عليه الامير المصري (عمر طوسون باشا) لقب (عميد فن الغناء السوداني) في ذلك الحفل وهو عندما زار الامير السودان بعد المعاهدة. واقام له الامام عبد الرحمن المهدي حفل شاي بسراياه بالخرطوم ودعا له الفنان الحاج محمد احمد سرور وفرقته. وغنى سرور في ذلك الحفل وابدع في تقديم اغنية أنة المجروح. ومن أبياتها: مصرية في السودان بي حبي ليك ابوح يا عنب جناين النيل... الخ. وذلك عبر ثلاثين حلقة تلفزيونية. بثت خلال شهر رمضان العام الماضي وكانت الحلقات بعنوان (قائد الاسطول) وقد سبقت هذا البرنامج عدة مقالات قمت بنشرها في صحيفة (رأي الشعب) اليومية بعنوان (دمعة على قبر سرور بأسمرا) وفي مجلة اجواء مارسيلاند الشهرية بعنوان (سرور في مرقده بأسمرا) وفي مجلة الجمارك ربع سنوية وكذلك في الصحيفة الوحيدة التي تصدر في ارتريا (ارتريا الحديثة). قدمت خلالها اضاءات عن الفنان سرور مولده ونشأته وعمله داخل وخارج السودان وصداقاته وعلاقاته مع الزعماء والملوك ابان تواجده وحركته ما بين ارتريا وكسلا وفي سبيل الحصول على المعلومات اضطررت ان اطير الى اسمرا لاكثر من ثلاثين رحلة جوية. دون رعاية من احد او جهة او شركة او حكومة. التقيت خلالها بشخصيات عاشت وقابلت الحاج محمد احمد سرور منهم الزعيم حسن احمد كيكيا باشا عميد اسرة كيكيا خلفاً لشقيقه الكمتدور صالح كيكيا باشا صديق الحاج محمد احمد سرور، وذهبت براً داخل الاراضي الارترية الى عدة مدن وقرى تواجد فيها سرور ومنها بالطبع (نفاست) (دونقلو) (قندع) ومدينة (حرقيو) حيث مسقط رأس آل كيكيا. وحيث المدرسة الاولى التي اسست في ارتريا في مطلع الاربعينيات من القرن الماضي، كما قمت بالاطلاع على بعض الصور والمستندات التي دونت حفل افتتاح فندق (امبا سويرا) الذي بناه الامبراطور الاثيوبي هيلا سلاسي التي كانت تتبع له دولة ارتريا الحالية كجزء من اثيوبيا. وهو الذي بنى هذا الفندق ليستقبل فيه الملك فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية لتشاء الظروف ان يكون الحاج محمد احمد سرور في اسمرا ليلتقي بالملك فيصل الذي عمل معه سرور سائقاً عندما كان اميراً علي عهد والده الملك عبد العزيز. والكثير من المعلومات التي تحصلت عليها. وكان ولازال هدفنا من ذلك هو التوثيق لتأريخ فن الغناء السوداني والذي يظل الحاج محمد احمد سرور من اعمدته الاساسية اداء ولحناً. ولعمري ان سرور في خلال حياته التي لم تتعدَ ال(45) عاماً قد بذل جهداً كبيراً في حياته الخاصة وافرغ كل ما بداخله من ابداع فني رغم المشقة والمعاناة في الحياة آنذاك اي قبل اكثر من ثمانين عاماً او يزيد ولازال سرور بيننا ولا زالنا تردد اغنياته جيلاً بعد جيل. ونختم حديثنا بان رفاة الفنان سرور ترقد في مقابر الشيخ الامين بأسمرا كما ذكرت آنفاً. وكانت آنذاك اي قبل 68 عاماً منطقتها منطقة خلوية. والآن اصبحت بين الاحياء السكنية وهذا شيء طبيعي في جميع مدن العالم لزيادة عدد السكان والحاجة للتوسع في العمران. وقد علمت من مصادر ارترية موثوقة بأن هنالك قراراً بازالة المقابر للاستفادة منها في مشاريع عمرانية. فهل نقبل ان يزال رفاة عميد فن غنائنا السوداني وتجرفه الجرارات اذن من حق اسرة الراحل سرور والشعب السوداني كله ان يسعى لنقل رفاة الفنان سرور باسرع ما يمكن وهذا العمل يتطلب دعماً وقراراً من الحكومة ممثلة في وزارة الثقافة. وقد ذكرت ذلك في احدى الحلقات التلفزيونية بقناة انغام. ونختم آملين ان ننجز نقل الرفاة قبل ان نعض اصابع الندم اذا مت ازالة مقابر الشيخ الامين بأسمرا. ودمتم