أم درمان : عيسى جديد - أميمة عبد الوهاب : ثلاثون يوماً بالتمام هي المدة التي قضاها الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي في سجن كوبر إثر اعتقاله عقب مخاطبته الجماهيرية بالجزيرة - الحلاوين وحديثه عن قوات الدعم السريع الذي اعتبرته السلطات تهديداً لأمن البلاد، غير أن الجهود التي بذلت من قبل كافة القوى السياسية الداخلية والخارجية وكذلك لجنة الشخصيات القومية أدت إلى إطلاق سراح الإمام المهدي بالأمس، وتزامن إعلان إطلاق سراحه مع مؤتمر صحفي للجنة الشخصيات القومية بمركز طيبة برس التي دعت أيضاً إلى إطلاق كافة المعتقلين السياسيين بما فيهم إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني. من جانبهم تقاطر الأنصار وكل وسائل الإعلام لحظة سمعاهم نبأ إطلاق سراح الإمام إلى دار حزب الأمة القومي بأم درمان، حيث امتلأت بالمئات من الأنصار تقدمهم أبناء المهدي جميعاً، بينما رفعت الشعارات التي كتب عليها صوت المهدي صوت الحق، وتعالت لحظة دخول المهدي قادماً من محبسه بسجن كوبر يعتمر عمامته البيضاء مترجلاً نحو منصة الحديث ليقول في دقيقتين كلمته التي ابتدرها بقوله سبحانه وتعالى «إن الله يدافع عن الذين آمنوا...»، مؤكداً أنهم مبيوعون بإرادتهم لحراسة مشارع الحق، مردفاً بأنهم سوف يحرسونها بإذن الله، وقال إن تجربة سجنه قد أوضحت له الكثير وأولها استفتاء الشعب كله على كلمة واحدة، وهذا ليس بالضروة أن يأتي بالتصويت بحسب قوله، وأشار إلى أن هذا الاستفتاء أحسه في الناس المعارضة وغير المعارضة بالداخل والخارج وحتى المسلحين مما جعل كلمتهم واحدة، وأنه سوف يمحص كل هذه الأحداث داعياً إلى استفتاء جامع لكل الشعب قريباً يستمع فيه إلى ما يقولونه ويطلبونه لتحديد موقفهم تجاه قضايا البلاد. وختم كلمته بأن شكر الله والشعب في حين التف حوله أبناؤه وأحفاده واغرورقت بالدموع عيون بناته وأخته وصال المهدى زوجة رئيس حزب المؤتمر الشعبى الدكتور عبدالله الترابي التي اكتفت بالقول بأنها سعيدة بإطلاق سراح أخيها الإمام وهي تجفف دموعها بالمنديل، بينما التف حولها أحفادها الصغار وهتافات الأنصار تعلو على المايكروفون «صوت الصادق صوت الحق.. صوت الصادق صوت الشعب».