مبادرة رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير السياسية لكافة الشعب والأحزاب حول مستقبل السودان حملت وجهاً آخر بجانب السياسة، وهو الوجه الثقافي الذي فتح الباب أمام الحوار الثقافي الشامل والذي يجيء كعقبة أساسية للاستقرار والتنمية في البلاد، فالثقافة مدخل اجتماعي يحتوي على احتياجات الإنسان في الحياة والتعامل مع الآخرين، وكل ذلك يحتاج الى أدوات فعل إيجابية لجعل هذا الفعل الثقافي منتجاً يصب في وحدة البلاد وتماسكها رغم تباينها الثقافي وفي هذا الإطار جاء ملتقى مبادرة الحوار الثقافي الشامل للحركة الإسلامية السودانية عبر أمانتها العامة وتنسيق أمانة الفكر والثقافة والفنون الذي قدمت فيها أوراق علمية تناولت مواضيع مهمة في مفهوم الثقافة وعلاقتها بالتنمية، وفي الوعي بالهوية الثقافية وأثرها في البناء القومي وأخرى في المستقبل.. للفنون والآداب والفعل الابداعي. الأستاذ عمر عبد القادر محمد بحث في ورقته العلمية عن المستقبل للفنون والآداب والفعل الإبداعي، متناولاً الفنون كعمل إبداعي يعكس ثقافة المجتمع طارحاً سؤال التأصيل يف الفنون.. مشيراً الى أن الحركة الإسلامية بوصفها حركة مجددة تناول حقل الفنون بالتجديد، ومضيفاً بأن الإجابة على سؤال التأصيل هي بالاستلهام لنموذج المدينةالمنورة وقراءة الأحداث عند فتوحات الإسلاميين ومعرفة أصول الفن الإسلامي وانتاجه وتطوره في قراءات معاصرة، وكل ذلك عبر طرح سؤال ثاني في أن كيف يواكب ذلك الإنسان السوداني وبيئته وتلمس فنونه وتراثه الشعبي، وأوضح الأستاذ عمر أن الفنون وتشكيل الوجدان مبنية على الخبرات الجمالية البصرية ومشاهدة التشكيل يعيد صياغة الذاكرة والمكان، بالإضافة الى فنون المسرح والآداب والحكايات المستوحاة من البنية السودانية، التي ترسخ الى المباديء والقيم وكل ذلك من روافد للذات الثقافية السودانية الابداعية في الشعر والغناء وضروب الابداع المختلفة مرتكز على اربعة أركان هي الصدور عن الهوية وحركة التأصيل والأصالة وأخيراً القيم...التنمية مصطلح واسع موجزه الزيادة، ويعني كل النشاطات والظواهر القابلة للزيادة، هكذا عرفها محمد الحسن محمد عباس في ورقته المعنونة (بالتنمية والثقافة) والتي لخصها في أن الثقافة التي يكون بها الإنسان إنساناً منتجاً ويعبر عن سلوكه تحتاج الى التنمية والتطور والزيادة بكل أشكالها وظواهرها.. فتنمية البعد الثقافي من وجه نظر محمد الحسن تسهل التنمية الاقتصادية في التخطيط الجيد والفهم السريع، والرابط بينهم العنصر البشري أهم عناصر العملية الانتاجية.. لذلك نشأت المجتمعات الزراعية والصناعية معتمدة على الثقافة والمعرفة التي أسست لها عتبات للرسوخ والنمو والتطور، وأشار الى أن دور البعد الثقافي يتعاظم في ظل ظروف التخلف، فالثقافة هي الوسيلة الوحيدة لدى الإنسان للدفاع عن ذاته، ويمكن ربط الثقافة بالتنمية عبر تجديد الفكر وطرح القيم الإسلامية بروح العصر ومراجعة الدور المنوط بها إعلامياً، والقضاء على الأمية وإرساء قيم ثقافية وطنية دون تقوقع أو عزل وتأكيد للديموقراطية والحرية.