أفرجت السلطات بسجن أم درمان أمس عن مريم إبراهيم إسحاق «أبرار» تنفيذاً لأوامر محكمة الاستئناف التي ألغت أمس قراراً أصدرته محكمة «الموضوع» بالحاج يوسف ينص على إعدام «مريم» لاعتناقها المسيحية و الجلد «100» جلدة لارتكابها جريمة الزنا لاقترانها بمسيحي يدعى دانيال واني الجنوبي سوداني يحمل الجنسية الأمريكية. وغادرت مريم السجن برفقة طفليها، حيث أنجبت أحدهما في العام 2012م وطفلة أنجبتها داخل السجن في أواخر مايو الماضي، ودخلت مريم السجن في 11 مايو الماضي بعد أن أدانتها محكمة الحاج يوسف تحت المادتين «126/ 146» من القانون الجنائي لاعتناقها المسيحية وارتكابها جريمة الزنا وأمهلت المحكمة مريم ثلاثة أيام للاستتابة بعد استشارة مجمع الفقه الإسلامي إلا أنها رفضت الرجوع إلى الإسلام وقالت إنها تدين بالمسيحية وليست مسلمة، وأنكرت من ادعوا أنهم ذووها وكانوا في قاعة المحكمة ونفت علاقتها بهم، موضحة أنها نشأت مع والدتها التي تدين بالمسيحية غير أن ممثل الاتهام قدم بينات تثبت أنها مسلمة . وعقب ذلك قدمت هيئة الدفاع مذكرة لمحكمة الاستئناف طاعنة في القرار وأشارت الهيئة في مذكرتها إلى عدد من العيوب زعمت بأنها طالت القرار وبعد النظر في الدعوى لدى محكمة الاستئناف تم إصدار قرار بإطلاق سراحها. وتشير وقائع الدعوى إلى أن الشاكي أبلغ الشرطة عن فقدان شقيقته ودون البلاغ بموجب المادة «47» إجراءات، وذلك لاختفائها لثلاثة أعوام وبعد التحريات تم العثور عليها بالمعمورة وبصحبتها أجنبي مسيحي قالت إنه زوجها ولديها منه طفل وحبلى بآخر أنجبته بالسجن، وأثناء التحقيق معها أدلت بمعلومات متضاربة مع أقوال الشاكي الذي أفاد بأنه شقيقها حيث أوضحت بأنها مسيحية وأن والدتها كذلك وغير سودانية ووالدها مسلم سوداني وأنكرت معرفتها بالشاكي مما دفعه لتدوين بلاغ آخر في مواجهتها اتهمها فيه بالردة والزنا لزواجها من مسيحي وأحيلت الدعوى إلى المحكمة وقال شقيقها إنها جاءت إلى الخرطوم بغرض الدراسة الجامعية وبعدها اختفت وعثر عليها وقد غيرت اسمها من أبرار الهادي إلى مريم يحيى، وأكدت أبرار خلال استجوابها بواسطة المحكمة بأنها لم تدرس الطب وإنما هندسة كيميائية بجامعة السودان وتزوجت من شقيق صديقتها بالكنيسة وقدم الدفاع بينات تؤكد ذلك. وقالت هيئة الدفاع الآن يمكن إطلاق اسم مريم عليها وليس أبرار. هذا وقد مثل الدفاع الأساتذة محمد عبدالنبي، مهند المصطفى، عثمان مبارك، ثابت الزبير والشريف علي. في السياق كانت قد رفضت المتهمة بالردة «أبرار» الإجابة على تساؤلات أعضاء لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان خلال زيارة تفقدية لهم لسجن التائبات أمس، وقالت أبرار إن القضية أمام المحكمة، وتمسكت باسم مريم وقالت «أنا مريم غصباً عن الحكومة نفسها». وفيما دعت أبرار النواب لتفقد بقية النزلاء والكف عن استجوابها، أكدت إدارة السجن زيارة الخبير المستقل مسعود بدرين لها أمس وفي الوقت ذاته كشفت إدارة السجون والإصلاح عن ترتيبات وتحوطات أمنية لتفادي الأخطاء التي أدت لهروب المدانين بمقتل الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل، في وقت أعلنت فيه الإدارة عن الدفع بمذكرة لرئاسة الجمهورية لتحويل سلطة التوقيع على قرار إسقاط العقوبة لإدارة السجن. وفي الأثناء كشفت الإدارة عن وجود أكثر من 800 نزيلة بسجن النساء بينهن 60 حكمن فى قضايا شيكات مرتدة و4 محكومات بالإعدام منهن أبرار «مريم»، المدانة بالردة التي تم الإفراج عنها، فيما أشارت لارتفاع نسبة المتهمات بتجارة المخدرات بينهن أجنبية «تنزانية». وكانت الطبيبة المتهمة بالردة «أبرار» رفضت الإجابة على تساؤلات أعضاء لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان خلال زيارة تفقدية لها بسجن التائبات أمس وتمسكت باسم مريم قائلة «أنا مريم غصباً عن الحكومة» ودعت أبرار النواب لتفقد بقية النزلاء والكف عن استجوابها، وأكدت إدارة السجن زيارة الخبير المستقل مسعود بدرين لها أمس.