الحديث مع نائب رئيس الجمهورية السابق د. الحاج آدم بعيداً عن السياسة له طعم خاص، فالرجل فضفض بالكامل عن كل ماتختزنه ذاكرته عن حياته وصباه وشهر رمضان في تلك الأيام .. استرجع د. الحاج شريط الذكريات وباستمتاع شديد.. رغم قصر اللقاء والذي يأتي ضمن سلسلة حلقات مع المسؤولين والسياسيين في محاولة للتعرف على الوجه الآخ .. الحاج فك أخره خاصة والحديث ملمحه العام رمضان في حياته.. وهو من أحب الشهور إليه فتفاصيله فيها خصوصية بالنسبة إليه، وذكرياته مع رمضان (زمان) تكشف عن بساطة د. الحاج الذي يباهي بتلك البساطة. التقاه-أسامة عبد الماجد لا يذكر د. الحاج أول يوم صيام حيث كانوا صغاراً، ولكن الذي يتذكره جيداً أنه كان يرعى بالغنم والبقر وهو صائم ويتذكر شدة العطش أول رمضان صامه، حيث كان حراً شديداً وقريتنا بعيدة من مورد المياه. ريفي عد الفرسان، ولانزال نسير ساعات لمورد الماء كنا نعاني من الرحلة ذهابا وإيابا، نشأنا نرعى ولا زلت امتلك ابقاراً وعندما اذهب لاجازة امشي مع (البهائم) وأرتاح جداً لذلك. { من التفاصيل الرمضانية التي أتذكرها نمشي مورد الماء (عد الماء) نأتي منتصف النهار ونكون عطشانين وجعانين، اتكلم مع الوالدة الله يرحمها واخواتي.. اقول ليهم زيدوا الاكل و(أتشهى) وعندما يأتي موعد الإفطار لا آكل شيئاً وأمي كانت تضحك علي ومع ذلك أكرر كل يوم. صمنا رمضان في الوسطى، وكنت في مدرسة برام وأقمت في داخلية كل عشرة طلاب مع بعض، المدرسة عندها غذاءات ومع ذلك نقوم بصنع أكل خاص بنا.. د. الحاج وهو يتبسم قال : كنت فنان جداً في صنع العصيدة والملاح وماهر في تحمير اللحمة وحتى الآن أدخل المطبخ ما انقطعت عنه حتى عندما كنت نائباً لرئيس الجمهورية، حيث اقوم بعمل ما أريده بنفسي، وأنافس زوجتي في المطبخ.. وأولادي عندما كانوا صغاراً لا يحبوا أن ياكلو إلا من يدي والحمد لله اولادي يعتمدون على أنفسهم. { أذكر عندما كنا في المدرسة كان كل عشرة طلاب يتسحرون مع بعض، وكان عبارة عن أرز بلبن أو شعيرية بلبن، وكان على الطالب أن يغسل الصحن والملاعق، وكانت إحداها كبيرة، وكان البعض يحرص على الحصول على الملعقة الكبيرة كانت أيام جميلة فيها تعاون شديد جدا. { ثم قبولي بمدرسة كادوقلي الثانوية وسمعت إسمي عبر الاذاعة، وكنا امتحنا المتوسطة من برام والأولية من محلية كتم الاولية غرب نيالا ومن أبناء الدفعة في كادوقلي حماد إسماعيل والي جنوب دارفور السابق وكان يتقدمني بعامين الأخ كبشور كوكو { من المسائل المحببة الى آدم في رمضان زيارة من لا يجد فرصة لزيارتهم في غير رمضان خاصة ممن كان يسكن معهم، خاصة وأنه تنقل في عدد من أحياء العاصمة (معسكر مدرعات الشجرة، الحماداب، أم درمان الواحة، الازهري محل إقامتي، خاصة وإن الافطار في تلك الاحياء الجميلة في الشارع.. وكذلك أحرص على زيارة قيادات سياسية كبيرة في السن والكبار من أهلي ولا أذيع لك سراً إن قلت لك لدي عادة لم أتخل عنها، حيث أحمل في بعض المرات فطوري في عربة ولا أحدد مكاناً بعينه لكن أحرص على الاماكن الطرفية بالعاصمة.. سألت الحاج إن كان سبب الحرص على تلك العادة المدهشة لأنه كان يتولى ملفا معنيا بالتهميش أيام كان في صفوف المؤتمر الشعبي؟ وأجاب بالنفي وقال حرصت عليها منذ كنت والياً لا منذ كنت والياً ومكنتني تلك الفرص من معالجة قضايا ماكان لي أن اعالجها من مكتبي. { من كادوقلي الثانوية تم قبول الحاج آدم بكلية الهندسة جامعة الخرطوم، وقبل شهر من الامتحان كانت المدرسة انهت المقررات وكان آدم يتبارى مع زملائه وتحديهم لهم بالاجابة على أي سؤال ولذلك دخل الإمتحان مطمئناً. { يضحك الحاج آدم ويقول لم أتِ للخرطوم للجامعة وماكنت برلوم (دايش) حيث زرت الخرطوم لأول قبل عامين من دخولي الجامعة بغرض استخراج شهادة جنسية.. لك أن تتخيل أتى من أقصي غرب السودان للخرطوم لإستخراج جنسية التي شهد لي بشأنها ابن عمي.. الزيارة الثانية كانت عندما كان رئيساً لاتحاد طلاب مدرسة كادوقلي، وذلك بعد ثورة شعبان.. لكنه أقر أن المجتمع الجامعي كان غريباً عليه خاصة الدراسة بالانجليزية، لكن لم نعاني وفي سنة أولى كانت معانا مجموعة اذكر منهم التجاني ابو سن الحاج ويوسف من جبرة الشيخ زملاء مدرسة، وكنا محافظين لم نندمج سريعاً. وعادت الذاكرة بالحاج عند قيام الإنقاذ وقال عندما جئت رئيساً للجان الشعبية قال البعض بالله هو الحاج دا جاء متين الخرطوم لما يبقى علينا رئيس لكن أقول هي الانقاذ. { في العام 1972 وفي مدرسة كادوقلي الثانوية انضم الحاج للحركة الإسلامية بواسطة استاذ الجغرافيا محمد عبد الرحمن من أبناء دنقلا الذي درس في مصر، ويقول الحاج إنه كان على خلق وعلى درجة من التقوى والورع.. وفي المدرسة ويذكر أن استاذ الرياضيات ابو الفتوح(مصري الجنسية) كان على طرف نقيض من محمد.. وكان الوالي السابق حماد إسماعيل إمام مسجد المدرسة وكان ملتزماً جدا وهو حبيب وأخ ودرس معي المتوسطة.