يا اخوانا نحنا ناس بسيطين ولاد مزارعين لو شفتونا ركبنا العربات وبنينا العمارات اعرفونا فسدنا.... التقتهم-هبة محمود .. كلمات يحفظها كثير من السودانيين جرت علي لسان نائب رئيس الجمهورية الشهيد المشير الزبير محمد صالح ، ولعل مثل تلك الكلمات ليست بمستغربة علي الزبير أبرز قادة الإنقاذ ، وأحد الذين كسروا طوق الخصومة بين الحكومة ومعارضيها من الجنوبيين وهو من صنع إتفاقية سلام الخرطوم التي أبرمت مع الجنوبي د. رياك مشار والقائد الذي اغتيل كاربينو كوانين ، ذهب اليهم الزبير في الغابة ولعله كان علي موعد بعد نحو عام مع الشهاده ولتصاريف الاقدار ان رحل عن الفانية عقب تحطم سقوط طائرته في العام 1998 بمدينة الناصر.. الزبير من الشخصيات التي ستظل محفورة في الذاكرة السودانية علي الاقل لتبؤئه منصب الرجل الثاني في الحكومة. { طافت بخاطري صورة الزبير وأنا علي بعد خطوات من منزل أسرته بالخرطوم .. استقبلني حارس المنزل امام الباب وبعد اخذ الاذن من اصحاب الدار سمح لنا بالدخول حيث استقبلتنا زوجته السيدة / سلوى محمد خير رفيقة دربه وابنة عمته والتي تزوجت الشهيد وكان وقتها برتبة ملازم ثاني .. رزقت منه بنين وبنات ، سهرت علي راحتهم حتي تخرجوا من الجامعات .. سهيرجامعة القران الكريم ، زينب من اداب جامعة الخرطوم ، هنادي إدارة أعمال جامعة الخرطوم ، عروة اقتصاد وادارة اعمال من جامعة الرباط بينما إختار مصعب أن يسلك طريق والده والتحق بالقوات المسلحة وتدرج في الرتب وبينما لا يزال عبد الله طالباً بكلية هندسة المساحة بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا وكان عمره سته اعوام . تبسمت سلوي بعد ان اكمل اولادها نصف دينهم وقد تزوجت سهير في حياة والدها بينما تزوج مصعب بعد رحيل الشهيد من كريمة د. نافع علي نافع وكذلك زينب التي تزوجها ابن الفريق أول بكري حسن صالح وهو من اعز اصدقائنا. { قالت سلوي ان أصعب المواقف التي مرت بها بعد وداع الشهيد إفتقادهم لاستشارته والاخذ برأيه الصائب ولكن الحمد لله ربنا كان يلهمنا ونضع كل أرائه تحت نصب اعيننا وكانت مواقفه نموذجاً ونعمل بها وأضافت حفظ ابناءه عنه مقولته الشهيرة أن الانسان حامل كفنه في يده وقد يموت في اي لحظة والموت حق .. كانت كلماته هذه ترن في آذاني وآذان ابنائي لذلك ظل إيمانهم عميقاً بالقدر ولذلك كان فراق الزبير صعباً علينا خاصة وأولادي كانوا صغاراً وكنت اخاف الا انجح في تربيتهم ولكن بحمد الله بارادة رب العالمين ووقوف الأهل والاخوة معي بعد رب العالمين ساعدوني في تربية الأبناء وحتي سائق الاسرة كان له نصيب في المساهمة في نجاح أبنائي و الحمد لله تجاوزت المرحلة وكنت دائماً وحتى الان أطلب منهم ان يجعلو اسم والدهم الشهيد الزبير عالِ فيجب ان يكونوا اقوياء ومتواضعين ويبعدوا عن المشاكل والمهاترات. وهي بعض من وصايا الشهيد الذي كان يتمنى السلام ثم الخير والرخاء للبلاد وكان يوصيني بتقوى الله والتواضع { تقر سلوي أن الزبير لم يتوقع ان يتبوأ منصب نائب الرئيس وكشفت انها كانت تتمنى ان يتقاعد من العمل من القوات المسلحة وعزت ذلك الي أن قوانين المؤسسة العسكرية صعبة علاوة علي أنه كان دائماً مشغولاً وعادت وقالت لكن الحمد لله سخر نفسه لخدمة وطنه مع اخيه الرئيس البشير وأشارت الي أن رئيس الجمهورية ظل يعتبر أبناءها بمثابة ابنائه وكذلك بقية المسوولين أخوان الشهيد الذين نلتقيهم في السراء والضراء. سالتها عن سر إنتقالها من المنزل الذي عرف به الشهيد في المهندسين بام درمان وقالت كنا نسكن في كوبر في منزل الحكومة ثم انتقلنا الي المهندسين ونسبه لعمل الاولاد بعنا المنزل واشترينا المنزل الحالي في الخرطوم.. وسألتها أيضاً عن الشائعات التي طاردت الاسرة بعد إستشهاد الزبير فاجابت إذا كان الشخص يسير في الطريق المستقيم فالشائعات لا تمثل له شيئاً فالشهيد الزبير كان يقول عندما أضع رأسي علي الوسادة أكون مطمئناً لانني اسير في الطريق القويم والان نحن نسير في طريقه والحمد لله فاننا لا نلتفت للاشاعات وأذكر بعد إستشهاده قالوا انه كان متزوجاً من امرأة اخري وكذلك أطلقوا شائعات حول منزلنا ولكنني لا اريد الوقوف علي مثل هذه الشائعات . { أم مصعب وبعد أن كبر أبناؤها تفرغت للعمل الطوعي. وهي تري أن السودان سيتقدم ويذدهر وتمنت ان يقوي الله القائمين علي الامر ويعينهم في اداء دورهم في خدمة المواطن.