وجهت الغرفة الرئيسية لدرء آثار ومخاطر الخريف بولاية الخرطوم كافة منسوبيها بالاستعداد طوال فترة عطلة عيد الفطر المبارك بالاضافة لتوقعات هيئة الإرصاد بهطول أمطار غزيرة بالولاية يوم السبت القادم. ولعل المعلومات السابقة تأخذنا لخريف العام الماضي، والذي ما تزال معالجة آثاره في مراحلها الأولية ولعل (قلة المال التي تقرق الإنسان من بنات واديه) هي التي جعلت يد صندوق دعم المتأثرين بخريف (2013) مغلولة على الرغم من تمكنها من مساعدة عدد مقدر من المتأثرين ونحن من هنا نجدد مناشدتهم للجهات التي وعدتهم بالدعم وتخاذلت بالإيفاء بوعدها، فغرفة الخريف تنذر بكارثة جديدة.. وأعتقد أن الخطر الذي ذكره مدير صندوق دعم المتأثرين محمد عبد الله شيخ إدريس في الحوار الذي أجريته معه قبل فترة أنهم وجدوا عدداً كبيراً لاحظ (كبيراً) يسكنون في مناطق غير مقننة- أي- أنها أما حيازات أو سكن عشوائي أو في مجاري السيل أو المناطق المنخفضة.. وهؤلاء ماتزال مشكلتهم معلقة لأن الصندوق صدق لهم بالأسمنت والطوب إلا أنه يتمسك بمنحها لهم في مناطق مقننة وظني أن هذه المسألة غير معيبة ولا غريبة لأن المواطنين في بعض الأحيان (يتبلون أصبعهم ويطبظوا عينهم) باصدارهم بمنحهم المناطق التي لا تصلح للسكن وقد كنت أحد شهود العيان على بعض المظاهرات والاحتياجات التي قام بها المواطنون لتقنين أوضاعهم في تلك المناطق ورفضهم لأي إزالة لها.. ونحن كنا نعتقد أن هذا هو حق المواطن لكنني وللتاريخ أقول إنني ممن ساهموا في إنتشار الحيازات والتقنين لها حتى أصبحت ظاهرة محروسة بالسلاح وأصبحت مشكلة (ضخمة) لم تستطع الدولة بكل آلياتها حسم وحسم تفلتاتها.. المهم سادتي نحن الآن في مواجهة جديدة مع (حرب المياه)، فهي ستحاصرنا من جديد ويمكن أن تهزمنا على الرغم من أننا نلاحظ أن الاستعدادات لهذا العام بولاية الخرطوم أفضل من الأعوام السابقة، لكن الحذر لا يمنع القدر وهذا بالطبع يجعلنا نطالب بربط الأحزمة والاستعداد المادي والبدني والتعامل بفقه (أبو مروة) الذي ما نزال نتمتع به والعمل كيد واحدة لمساعدة كل من يحتاج المساعدة خاصة الشباب الذين وقفوا وقفة كانت حديث الجميع في العام الماضي، ومن هنا لابد أن ندعو كل شباب وشابات الأحياء لعمل كيانات تتكامل مع بعضها البعض لمجابهة مخاطر الخريف خاصة من كانت لديهم الخبرة في القيادة والعمل الجماعي فهؤلاء الشباب هم (تيراب) أناس كتبوا أسماءهم بأحرف من نور في سفر التاريخ السوداني وكل خريف وأنتم بخير.