قال الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي إن أخطاء النظام المتعددة عزلت الحكومة ووضعتها تحت حصار ثلاثي، مشيراً إلى أن الوضع الاقتصادي بات ميؤوساً منه لأن النظام أهمل متطلبات الاقتصاد الأساسية واعتمد بصفة أساسية على عائدات النفط، ساهمت تلك العائدات بحوالي 90%من الميزانية الخارجية و50% من الميزانية الداخلية، لافتاً إلى أن النظام فشل في حل الكثير من الأزمات الأمنية وترتب على ذلك وجود ست جبهات قتال نشطة تواجهه الآن. وقال منذ استقلال السودان في 1956م أصدر مجلس الأمن قراراً واحداً حول السودان هو قرار قبول عضوية السودان في الأممالمتحدة، ولكن تحت ظل النظام الحالي الذي أتى للسلطة بانقلاب عسكري في 1989م أصدر مجلس الأمن (61) قراراً حول السودان غالبها تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، ونتيجة لذلك توترت علاقات السودان مع المجتمع الدولي بشدة نسبة لفشل النظام في الامتثال لقرارات الأممالمتحدة وخاصة القرار رقم (1593). (2) في يونيو 2013م وفي حشد جماهيري أعلن حزب الأمة القومي أن النظام قد وصل لنهايته وأن الطريق الوحيد أمام السودان هو سيناريو الكوديسا وإذا فشل في ذلك فانتفاضة سلمية لتحرير الوطن من الاحتلال الداخلي للنظام الأخواني، وفي يناير من العام الحالي بدا أن الرئيس عمر البشير تبنى نهج كوديسا وابتدر حواراً وطنياً نحو ذلك السيناريو ولكن ومنذ ذلك الوقت ثبت أن مبادرته كانت فجراً كاذباً. (3) فيما يتعلق بصنع السلام، استجاب النظام لمنبرين، الأول للتفاوض مع الحركة الشعبية شمال وفقاً لقرار مجلس الأمن (2046)، والآخر للتفاوض مع حركات دارفور المسلحة لإقناعهم بالتوقيع على اتفاقية الدوحة التي وقعت عليها بعض المجموعات الدارفورية في 2012م، فشل كلا المنبرين حتى الآن في جلب أي سلام، فخلال العامين المنصرمين تصاعدت حدة الحرب الأهلية متعددة الجبهات بنتائجها الفظيعة على البلاد وخاصة على مواطني الأقاليم المعنية. (4)وبحلول منتصف العام 2014م أصبح جلياً أن الحوار الوطني الذي تبناه النظام لحل أزمة الحكم قد مات موتاً سريرياً وبنفس القدر تجمدت محادثات السلام، وفي كلا الحالين كان سبب الانتكاسات هو الفشل في الاعتراف بحقائق أساسية. (5) دعا البرلمان الأوربي الأحزاب السياسية السودانية والجبهة الثورية، وهي تحالف لمجموعات المقاومة المسلحة لنظام الخرطوم، دعاهم لجلسة استماع استجاب حزب الأمة القومي والجبهة الثورية للدعوة، كانت هناك عدة اتصالات سابقة بين حزب الأمة القومي والجبهة الثورية ولذلك كان طبيعياً أن يستغلا فرصة اللقاء في أوربا لتطوير حوارهما الجاري. أثمرت نقاشات باريس في 6- 7 أغسطس إعلان باريس في 8 أغسطس. (6) يمثل حزب الأمة القومي والجبهة الثورية قاعدة أساسية عريضة جداً، ويمثل إعلان باريس اختراقاً تاريخياً حيث نادى بأهم تطلعات الشعب السوداني، تحديداً وقف الحرب الأهلية وفق أسس سلام شامل وعادل، وتغيير النظام لنظام من الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة في المواطنة وإدارة التنوع على أسس العدالة.