طالعت باهتمام خبر الدجاج الميت الذي تم ضبطه في الأيام الماصية، وهو في طريقه للأسواق، وتذكرت أخبار لحوم الكلاب والحمير وغيرها من التغذية الفاسدة وقلت في نفسي (يعني المواطن دا يلقاها من وين ولا وين) حاجة غريبة وسلوك مريب بدأ ينتشر بين أبناء هذا البلد، وهو ارتفاع نسبة الطماعين والجشعين وسط التجار الذين أصبحوا يزيدون أسعار السلع في رفوفها، وبصورة مخيفة دون مراعاة لاي اعتبارات ولا أسباب يمكن أن نجد لهم العذر فيها.. كل ما في الأمر زيادة غير مبررة، ولا مقننة تستوجب العقاب الفوري والتدخل السريع حتى لو كان مقاطعة المواطن لبعض السلع التي يتفنن أصحابها في زيادة أسعارها، وقد يكون صوتنا بحَّ وقلمنا جفَّ ونحن نطالب بتدخل الحكومة وهي لا تفعل، لأن الاقتصاد حر والأسعار يتحكم فيها السوق والمواطن، ونحن حتى الآن في مرحلة تحكم السوق ونتمنى أن يأتي اليوم الذي يتحكم فيه المواطن، فسياسة الاقتصاد الحر دائماً ما تحتاج لشعوب على درجة من الوعي والدراية بكيفية مكافحة الجشعين وسط التجار، وحتى ذلك اليوم لابد من إيجاد طريق ثالث وهو آليه للتدخل السريع في مثل هذه الأيام التي تخلع القلوب قبل الجيوب، وتهزم كل برامج الحكومة الاقتصادية (الفاتت) والجاية... ولعل ما يهم المواطن الآن هو وقف زحف السوق لأن المواطن يقف الآن في بوابة الخروج منه، ولن يعرف بعدها لمن يشكو، فالحكومة يدها مغلولة الى صدرها بسبب تلك السياسة اللعينة التي مازلنا نعاني منها، وماتزال تلازمنا تبعاتها ويبدو أن لا حلل منها، ونحن نتمى أن تنتهي بسلام- نعم بسلام تام- قولو آمين- لأن القضية أكبر مما نتصور وتحتاج لحاجات كثيرة وآليات ضخمة وضمير لا يعرف التثاؤب.