لم يكن يتوقع نقيب الصحافيين الجديد الصادق الرزيقي وهو يهبط الخرطوم في العام 1986 من قطار قادم من نيالا البحير، أن تقذف به أمواج الأقدار لمهنة الصحافة ويصافح وقتذاك علماً من أعلام الصحافة رئيس تحرير الصحيفة الأولى الأسبوع الأستاذ محيي الدين تيتاوي، لتمر الأيام والسنوات ويصافح الرزيقي تيتاوي متسلماً منه مهمة قيادة الزملاء وذلك بحسب الرزيقي في الاحتفال الضخم الذي أقيم أمس بدار الصحافيين بالمقرن احتفالاً بممارسة الصحافيين لحقهم في الاختيار. كان الجميع متفائلاً وهو يطرب مع أغنيات الحماسة التي شدا بها مطربون منهم جمال فرفور، ولعل الحماسة كانت ماثلة في وجوه الفريق الجديد للاتحاد الذي فاجأ نقيبه الذي لم تمضِ (48) ساعة على اختياره، الزملاء وكشف عن مفاجأة سارة، الأولى نقل وزير العدل له عدم فتح نيابات جديدة بالولايات من شأنها إرهاق الصحافيين و«تلتلتهم»، والثانية تعهد حكومة الجزيرة بتسوية قضايا الصحافيين في نياباتها، فكانت الوثبة الأولي لاتحاد ولد في تاريخ مميز «يوم 9/9) وموعود بالقيام بعمل مميز، فكانت «الوثبة» بالبشريات التي نقلها الرزيقي، ولذلك عرض الجميع وفرحوا مستبشرين خيراً باتحاد شاب يضم زملاء تعرفهم الصحافة وأهلها، «فالناس كل الناس» كانوا يهنئون بعضهم ويباركون حتى من لم يحالفهم الحظ في كسب أصوات المقترعين، ومنهم الزميل الطيّب وإبراهيم بقال الذي وضع يده في يد الرزيقي أمام الجميع أشبه بتلك الصورة الراسخة في الأذهان عندما رسم الرئيس ونائبه الأول وقتها علي عثمان لوحة السلام ويديهما مع يد القائد الجنوبي جون قرنق - إذا جاز تطابق تلك الصورة مع مشهد أمس - فرح الجميع بما تم من شورى غير منقوصة والجميع يعلن قبول التحدي ويكفي أن فرفور شدا بكلمات «أرض الخير أفريقيا مكانك أرض النور والعزة زمانك».. «دا الخلاني أقول للدنيا أنا سوداني». وتعهد الرزيقي بأن ينال الصحفي حقه.. يسعدنا أن نقول «دا الخلانا نقول للدنيا نحن صحفيين».. صحفيون منافحون عن قضايا الوطن كما قال نقيبنا الجديد.