العنف كما جاء في تعريف الأممالمتحدة هو كل فعل عنيف يترتب عليه أو يرجح أن يترتب عليه أذى أو معاناة سواء كان من الناحية الجسدية أو الجنسية أو النفسية، وقد حث الإسلام في شرعه على حسن التعامل والرفق بالنساء كما بين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في كثير من أحاديثه الشريفة «ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم»، وقد أثبتت دراسة قامت بها وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل بولاية الخرطوم أن الصفع أكثر أنواع العنف انتشاراً ويتسبب في الإصابة بأمراض تؤدي إلى الوفاة وهو أعلى نسبة للإصابة بالضغط من كل أنواع العنف الأخرى التي تتمثل في الضرب، المعاملة السيئة والحرق والاغتصاب والحرمان من الحقوق، وأن معظم المبحوثات في هذه الدراسة ذكرن أنهن حرمن من حق العمل كما شكل غياب الزوج لفترات طويلة أعلى نسبة من بقية أنواع العنف بجانب الابتعاد عن المعاشرة الزوجية والشتم وهو أكثر مسبب للحالة النفسية بالإضافة إلى الدفع بشدة، وذكرت الدراسة أن الضغط والسكري والحالة النفسية هي أكثر الأمراض التي سجلت نسبة عالية في المبحوثات اللاتي يعتقدن بأن العنف حسب أنواعه المختلفة هو السبب في ذلك، وأظهرت الدراسة أن مستوى العنف ضد النساء العاملات أكثر منه بالنسبة لغير العاملات، وبينت أن 16.5% من العاملات تعرضن للعنف مقابل 13.8%لغير العاملات وأن أكثر الفئات العمرية تتراوح أعمارهن بين 20- 24 سنة بنسبة 18.8% بينهن الفئة العمرية 35- 39 سنة بنسبة 16.5%تليها الفئة العمرية 40 فأكثر بنسبة 14%. الفقر العام كان حصيلة العنف الذي تعرضت له حوالي نصف المبحوثات، 51% ذكرن أن العنف الذي تعرضن له سبب لهن مشاكل اقتصادية، وأشارت الدراسة إلى أن 35%ذكرن أنهن تعرضن لفقر عام نتيجة لابتعاد الزوج لفترة طويلة، وحوالي 23%منهن أشرن بأنهن تعرضن لتكلفة عالية للعلاج جراء الصفع والضرب وهي أكبر نسبة بعد الفقر، وبينت الدراسة أن مستوى ختان الإناث في ولاية الخرطوم ما زال عالياً بمعدل 92.7%، وأشارت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة دكتورة عطيات خلال الملتقى الفكري الإعلامي الثاني أن لاسم الدراسة «الآثار الصحية والاقتصادية للعنف ضد المرأة»، أثر كبير وللسودان الفضل في إضافة موضوع العنف الاقتصادي إلى أنواع العنف المتعارف عليها، مشيرة إلى أن بعض الأمراض تعتبر قضية مسكوتاً عنها مثل الناسور البولي الذي يتسبب أحياناً في الطلاق والعزلة عن المجتمع، وقالت الأستاذة فاطمة سالم إن جميع مستويات الحرمان تعتبر عنفاً ضد المرأة وتكون المكافحة بالإصلاح الاجتماعي والبحوث العلمية. وأوضح مستشار الصحة النفسية دكتور علي بلدو أن العنف هو اكتساب من المجتمع وهو عبارة عن متلازمة «العنف» الشعور بالظلم والرغبة في الانتقام، والشعور بأن العنف يحقق الأهداف وهو عبارة عن توصيل رسائل إلى أشخاص يخاف منهم، إذ أن كل عنيف جبان، ومن ناحية أخرى قد يكون الضعيف هو ضحية لشخص عنيف يتنفس في غيره. وكشف عن صفات الشخص العنيف السايكلوباتي المجرم، بأنه شخص يحب الاختلاط، جذاب لديه علاقات اجتماعية جيدة، لا يفتقر إلى الذات والأنا، بدون ضمير، لا مسؤولية له، لديه سوابق وملم بالإجراءات القانونية، يتلذذ بعذاب الآخرين ويتفاخر بإجرامه، لا يميل إلى وازع ديني، الكره للنساء عندما يتلقى عنفاً من امرأة في صغره. وأكدت اختصاصية المجتمع دكتورة هبة أحمد بأن كل العنف ضد المرأة بكل أنواعه تترتب عليه مشاكل صحية تؤدي إلى الوفاة وأن الختان أحد أنواعه التي تتم ممارسته على الطفلة دون استشارة، وأضافت الأستاذة سارة أبو بأن عدم أخذ الرأي أحد أنواع العنف خصوصاً في الطلاق الذي هو حق الرجل والمرأة والتي إذا أرادت ذلك لا يحدث غالباً إلا بواسطة المحكمة، مبينة أن عمل المرأة بالمنزل يعتبر عملاً بدون إجازة تؤجر عليه فقهياً وقانونياً، واصفة أنواعاً أخرى من العنف مثل حبوب منع الحمل وتولي الوظائف العليا للرجال دون النساء، متمنية أن تكون الدراسة القادمة عن «هل النساء يمارسن العنف ضد أنفسهن؟».