استوقفتني رسالة في بريدي الالكتروني وهي من الأخ الزميل فكي مكي، تحمل معاني نبيلة وحزناً كبيراً على رحيل العمدة أحمد فتح الرحمن الحسين، ونحن نعزي أنفسنا وكل السودانيين على الفقد الجلل.. وننشر الرسالة كاملة وهي تقول: «الأستاذة آمنه السيدح ارجو نشر هذه الرسالة في عمودك المقروء تنظير وهي كلمات تعبر عن حزننا على العمدة أحمد فتح الرحمن الحسين، الذي تنحدر أصوله من منطقة الرباطاب بابوحمد، حيث مسقط رأسه قرية ابوهشيم، وينحدر من أسرة الحجولة المعروفة، وهي أسرة أوكلت له مهام الإدارة الأهلية في تلك المضارب العزيزة على نفوسنا، فكان سلمان ابحجل، ومفضل حسين، وزمرة من القادة والعمد والأرابيب.. كان ومازال لهم دور بارز في إصلاح ذات البين، والقيام بالمسؤولية الاجتماعية تجاه أهلهم.. رحل عنا العمدة أحمد فتح الرحمن نسأل الله أن يتقبله قبولاً حسناً وأن يلهمنا جميعاً الصبر وحسن العزاء(لا استطيع أن اتحدث عن الفقيد، فشهادتي فيه مجروحة لأنه كان أبي وأخي وصديقي ما تعودت اسمع منه إلا طيب الكلام ومواصلة الأرحام، وحث الناس على الخير والإكثار منه كان دوماً هاشاً باشاً ,صاحب ابتسامة عريضة لا تفارقه أبداً,حباه الله نعمة جمع الناس،عرفنا عنه الكرم الحاتمي والانفاق باليمين ولا تعلم الشمال ما أعطى، وهو ريحانة تفوح عطراً فقد كان خيره سابقاً.. وكان نصيراً لأصحاب الحاجات والأيتام والضعفاء، تعودنا أن نرى بيته يحمع الناس وهو ملاذ آمن نتكئ فيه جميعاً كان مهموماً بالآخرين وبتطوير منطقته، وأشهد الله أن آخر حديث دار بيني وبينه ومهموم به بناء مدرسة ابوهشيم الثانوية بنات هكذا كانت همومه دوماً.. العمدة أحمد فتح الرحمن رجل مجتمع من الطراز الأول، يعرف كيف يتحدث ومتى يصمت في مجالس الحكماء دوماً تجده حضور ..الفقيد العمدة عرف التجارة من قديم الزمان وكان له إسهام في ذلك، وهو من أوائل الذين عملوا في تجارة المحاصيل بين الرباطاب وأم درمان،ولعل العلاقة بين أهلي الرباطاب ومدينه أم درمان علاقة أزلية أمدت لسنين طوال، فكان آل شكاك وآل البدري وآخرون. ظل العمدة حضوراً بين أهله في ابوهشيم تجارة وزراعة مع الاحتفاظ بحبه لمدينه أم درمان، التي بادلته هذا الوفاء فكان حي الهاشماب الذي استقر المقام به مع مجموعة من أبناء عمومته.. العمدة أحمد فتح الرحمن رجل يعتز بأهله كثيراً وبأنسابهم ومواصلتهم.. الجموع التي شيعته الى مثواه الأخير في مدينة أم درمان كل واحد كان يبكي العمدة.. وعندما انتقل العزاء لمسقط رأسه بمنطقة ابوهشيم تدافع أهل ولاية نهرالنيل من كل حدب وصوب، وكان المنظر مهيباً لحظة وصول أسرته وأبناء عمومته وأصدقائه قادمين من أم درمان، وقفنا ساعة كاملة حتى يتكمن القادمون من تعازي هذه الصفوف المتراصة.. الشيخ الوقور الماحي حاج علي من أسرة الفقيد تحدث عن صديقه وتوأم روحه حديث العارفين وأردف أيضاً ذات الحديث الشيخ عباس الفادني معدداً مناقب العمدة.. إن القلب ليحزن وأن الدمع لينزل، وإن لفراقكم يا عمدة لمحزونون.. إنا لله وإنا اليه راجعون الفكي مكي أحمد